ولنا في رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أسوةٌ حسنةٌ يقتدي المسلم بها، ومن ذلك؛ الاقتداء به في أدائه للعبادات، ومنها إسباغ الوضوء، ويعني ذلك إتمام الوضوء، والحسن، والإتقان في أدائه كما كان يتقنه رسول الله، فقد قال: (إذا قمتَ إلى الصلاةِ فأسبغِ الوضوءَ، واجعلْ الماءَ بين أصابعِ يديْكَ ورجلَيْكَ)، فإسباغ الوضوء سببٌ في تكثير الحسنات، ورفعة الدّرجات، وقد حذّر رسول الله من الإهمال في إيصال الماء إلى أماكنه، أو التّحجّج بأنّ هنالك أسبابٌ تمنع من ذلك، ومن هذه الأسباب: أن يكون الماء بارداً، أو أن يكون المسلم مكثراً من الثّياب، أو أن لا يتواجد مكاناً فيه راحة للوضوء، والكثير من الأسباب، لذلك على المسلم أن يحرص على اتّباع سنّة رسول الله في الوضوء.

خطوات الوضوء بالتّرتيب ينبغي للمسلم أن يؤدّي خطوات الوضوء بالتّرتيب الّتي جاءت به السنة، حتّى يتمّ وضوءه بالطّريقة الصّحيحة التي أمر بها الله تعالى، وفيما يأتي عرضٌ لخطوات الوضوء مرتّبة وهي:

أن يبتدئ وضوءه بالنّية، وهي شرطٌ أساسيٌّ لصحّة الوضوء، فقد رُوي عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- أنّه قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ)،[٥] فالنّية أمرٌ أساسيٌّ في كلّ ما يفعله الإنسان، ومن ذلك الوضوء، فلا يصحّ أن يتوضّأ دون أن ينوي ذلك، والنّية تكون في القلب، ومن الأفضل أن لا يقوم المسلم بالتّشدد في نيّته؛ حتّى لا يؤدّي ذلك إلى دخوله في باب الوسوسة

. أن يسمّي الله عند وضوئه، فيقول: بسم الله الرّحمن الرّحيم، والتّسمية من سنن الوضوء حسب اتّفاق جمهور العلماء. أن يغسل كفيّه ثلاث مرّات، وغسل الكفيّن من سنن الوضوء، وممّا يدلّ على أنّ هذا الغسل ليس من واجبات الوضوء قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ)، فإنّ غسل الكفيّن لم يذكر في الآية الكريمة، بل بُدئت بغسل الوجه. أن يقوم بالمضمضة والاستنشاق، فالمضمضة تعني وضع الماء في الفم وإدارته، أمّا الاستنشاق فيعني اجتذاب الماء بالنّفس، ثمّ القيام بدفعه بقوّة النّفس، ومن سنن الوضوء عند المضمضة أن يقوم المسلم باستخدام السّواك إن كان باستطاعته ذلك، وأن يقوم بالمضمضة والاستنشاق من خلال استخدام كفٍّ واحدة ثلاث مرّات، أمّا إن قام المسلم بأدائها مرّةً واحدةً فلا بأس في ذلك، وأن يقوم بالمبالغة في المضمضة والاستنشاق، وذلك في حالة كونه غير صائم، أمّا إن كان صائماً فلا يجوز له المبالغة

. أن يقوم بغسل وجهه مرّةً واحدةً، وغسل الوجه مرّةً يعدّ من فروض الوضوء، أمّا السّنة أن يقوم المسلم بغسله ثلاث مرّات، والمقدار الواجب غسله من الوجه يبدأ طولاً من بداية جبهة الإنسان عند منبت الشّعر، إلى أسفل اللّحية، واللّحية تقسم إلى قسمين: اللّحية الكثيفة، وهي واجبٌ غسل ما يظهر منها، أمّا السّنة أن يقوم المسلم بتخليلها، وذلك أن يقوم بإيصال الماء إلى جميع اللّحية في داخلها وخارجها، واللّحية الخفيفة، وهي واجبٌ غسل ظاهرها وباطنها، وعرض الوجه من الأذن الأولى إلى الأذن الثّانية. أن يقوم بغسل يديه الاثنتين إلى مرفقيه مرّةً واحدة، وهي فروض الوضوء، أمّا السّنة أن يقوم بغسلهما ثلاثاً، وأن يدخل الماء بين أصابعه، ويمتدّ غسل اليدين من طرف الأصابع انتهاءً بالمرفق الذي يقع بين ذراع الإنسان وعضده، قال تعالى: (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ)

. أن يقوم بمسح رأسه، وذلك مرّةً واحدةً، ويعدّ مسح الرّأس من فرائض الوضوء، ويكون المسح من مقدّمة الرّأس إلى منتهاه، ومن السّنة أن يقوم المسلم بوضع يديه على مقدّمة رأسه ثمّ المرور بهما على الرّأس والشّعر إلى نهايته، ثمّ العودة إلى مكان ما بدأ، قال تعالى: (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ)

.أن يقوم بمسح أذنيه، ويعدّ مسح الأذن تابعٌ لمسح الرّأس، ومن السّنة أن لا يقوم المسلم باستخدام ماءٍ جديدةٍ لمسح أذنيه، بل يستخدم نفس الماء الذي مسح به رأسه، ويكون مسح الأذنين بإدخال السّبابتين داخل الأذنين، ثمّ استخدام الإبهامين في مسح ظاهر الأذنين

. أن يقوم بغسل القدمين مع الكعبين، ويعدّ ذلك من فروض الوضوء، وذلك لقوله تعالى: (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)

. ومن فرائض الوضوء أن يقوم المسلم بالإتيان بالخطوات مرتّبة، لا يستبق خطوةً، أو يؤخّر أخرى، وأن يوالي في ذلك، بمعنى أن لا يكون بين الإتيان بكلّ خطوةٍ فاصلٌ زمنيٌ طويل، ومن سنن الوضوء أن يقوم بالبدء بالجزء الأيمن قبل الأيسر، ومن المستحبّ أن يقول المسلم بعد انتهائه من وضوئه: (أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ اللَّهمَّ اجعلني من التَّوابينَ واجعلني منَ المُتطهِّرينَ)، ومن المشروع أن يقوم المسلم أيضاً بعد إتمام الوضوء بصلاة ركعتين، وهي التي يطلق عليها سنّة الوضوء، أمّا إن قام المسلم بعد إتمام وضوئه بصلاة سنّةٍ من السّنن الرّاتبة فذلك يكفي

. فضائل الوضوء هناك عددٌ من الثّمار والفضائل المترتّبة على أداء الوضوء، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:

نيل محبّة الله تعالى، فما أعظم أن ينال المسلم محبّة الله! علوّ الدّرجات، ورفعتها يوم القيامة. محو الذّنوب، وحطّ الخطايا، وتكفير السّيئات. سببٌ في دخول الجنّة، فيدخل من أيّ أبواب الجنّة يشاء. المحافظة علىى الوضوء صفة من صفات المؤمنين. الوضوء نصف الإيمان وشطره. انحلال عقدة من عقد الشّيطان التي يعقدها على قافية رأس المسلم عندما ينام. سببٌ في جعل المسلم يوم القيامة من الغرّ المحجّلين، والغرّ يعني ما يكون من بياضٍ في جبهة الفرس، والمحجّلين من التّحجيل؛ وهي ما يكون من بياضٍ في قوائم الفرس، فالمقصود بالغرّ المحجّلين من يخرج النّور من جوارحهم وهي: وجوههم، وأيديهم، وأرجلهم يوم القيامة.



ولنا في رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أسوةٌ حسنةٌ يقتدي المسلم بها، ومن ذلك؛ الاقتداء به في أدائه للعبادات، ومنها إسباغ الوضوء، ويعني ذلك إتمام الوضوء، والحسن، والإتقان في أدائه كما كان يتقنه رسول الله، فقد قال: (إذا قمتَ إلى الصلاةِ فأسبغِ الوضوءَ، واجعلْ الماءَ بين أصابعِ يديْكَ ورجلَيْكَ)، فإسباغ الوضوء سببٌ في تكثير الحسنات، ورفعة الدّرجات، وقد حذّر رسول الله من الإهمال في إيصال الماء إلى أماكنه، أو التّحجّج بأنّ هنالك أسبابٌ تمنع من ذلك، ومن هذه الأسباب: أن يكون الماء بارداً، أو أن يكون المسلم مكثراً من الثّياب، أو أن لا يتواجد مكاناً فيه راحة للوضوء، والكثير من الأسباب، لذلك على المسلم أن يحرص على اتّباع سنّة رسول الله في الوضوء.

خطوات الوضوء بالتّرتيب ينبغي للمسلم أن يؤدّي خطوات الوضوء بالتّرتيب الّتي جاءت به السنة، حتّى يتمّ وضوءه بالطّريقة الصّحيحة التي أمر بها الله تعالى، وفيما يأتي عرضٌ لخطوات الوضوء مرتّبة وهي:

أن يبتدئ وضوءه بالنّية، وهي شرطٌ أساسيٌّ لصحّة الوضوء، فقد رُوي عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- أنّه قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ)،[٥] فالنّية أمرٌ أساسيٌّ في كلّ ما يفعله الإنسان، ومن ذلك الوضوء، فلا يصحّ أن يتوضّأ دون أن ينوي ذلك، والنّية تكون في القلب، ومن الأفضل أن لا يقوم المسلم بالتّشدد في نيّته؛ حتّى لا يؤدّي ذلك إلى دخوله في باب الوسوسة

. أن يسمّي الله عند وضوئه، فيقول: بسم الله الرّحمن الرّحيم، والتّسمية من سنن الوضوء حسب اتّفاق جمهور العلماء. أن يغسل كفيّه ثلاث مرّات، وغسل الكفيّن من سنن الوضوء، وممّا يدلّ على أنّ هذا الغسل ليس من واجبات الوضوء قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ)، فإنّ غسل الكفيّن لم يذكر في الآية الكريمة، بل بُدئت بغسل الوجه. أن يقوم بالمضمضة والاستنشاق، فالمضمضة تعني وضع الماء في الفم وإدارته، أمّا الاستنشاق فيعني اجتذاب الماء بالنّفس، ثمّ القيام بدفعه بقوّة النّفس، ومن سنن الوضوء عند المضمضة أن يقوم المسلم باستخدام السّواك إن كان باستطاعته ذلك، وأن يقوم بالمضمضة والاستنشاق من خلال استخدام كفٍّ واحدة ثلاث مرّات، أمّا إن قام المسلم بأدائها مرّةً واحدةً فلا بأس في ذلك، وأن يقوم بالمبالغة في المضمضة والاستنشاق، وذلك في حالة كونه غير صائم، أمّا إن كان صائماً فلا يجوز له المبالغة

. أن يقوم بغسل وجهه مرّةً واحدةً، وغسل الوجه مرّةً يعدّ من فروض الوضوء، أمّا السّنة أن يقوم المسلم بغسله ثلاث مرّات، والمقدار الواجب غسله من الوجه يبدأ طولاً من بداية جبهة الإنسان عند منبت الشّعر، إلى أسفل اللّحية، واللّحية تقسم إلى قسمين: اللّحية الكثيفة، وهي واجبٌ غسل ما يظهر منها، أمّا السّنة أن يقوم المسلم بتخليلها، وذلك أن يقوم بإيصال الماء إلى جميع اللّحية في داخلها وخارجها، واللّحية الخفيفة، وهي واجبٌ غسل ظاهرها وباطنها، وعرض الوجه من الأذن الأولى إلى الأذن الثّانية. أن يقوم بغسل يديه الاثنتين إلى مرفقيه مرّةً واحدة، وهي فروض الوضوء، أمّا السّنة أن يقوم بغسلهما ثلاثاً، وأن يدخل الماء بين أصابعه، ويمتدّ غسل اليدين من طرف الأصابع انتهاءً بالمرفق الذي يقع بين ذراع الإنسان وعضده، قال تعالى: (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ)

. أن يقوم بمسح رأسه، وذلك مرّةً واحدةً، ويعدّ مسح الرّأس من فرائض الوضوء، ويكون المسح من مقدّمة الرّأس إلى منتهاه، ومن السّنة أن يقوم المسلم بوضع يديه على مقدّمة رأسه ثمّ المرور بهما على الرّأس والشّعر إلى نهايته، ثمّ العودة إلى مكان ما بدأ، قال تعالى: (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ)

.أن يقوم بمسح أذنيه، ويعدّ مسح الأذن تابعٌ لمسح الرّأس، ومن السّنة أن لا يقوم المسلم باستخدام ماءٍ جديدةٍ لمسح أذنيه، بل يستخدم نفس الماء الذي مسح به رأسه، ويكون مسح الأذنين بإدخال السّبابتين داخل الأذنين، ثمّ استخدام الإبهامين في مسح ظاهر الأذنين

. أن يقوم بغسل القدمين مع الكعبين، ويعدّ ذلك من فروض الوضوء، وذلك لقوله تعالى: (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)

. ومن فرائض الوضوء أن يقوم المسلم بالإتيان بالخطوات مرتّبة، لا يستبق خطوةً، أو يؤخّر أخرى، وأن يوالي في ذلك، بمعنى أن لا يكون بين الإتيان بكلّ خطوةٍ فاصلٌ زمنيٌ طويل، ومن سنن الوضوء أن يقوم بالبدء بالجزء الأيمن قبل الأيسر، ومن المستحبّ أن يقول المسلم بعد انتهائه من وضوئه: (أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ اللَّهمَّ اجعلني من التَّوابينَ واجعلني منَ المُتطهِّرينَ)، ومن المشروع أن يقوم المسلم أيضاً بعد إتمام الوضوء بصلاة ركعتين، وهي التي يطلق عليها سنّة الوضوء، أمّا إن قام المسلم بعد إتمام وضوئه بصلاة سنّةٍ من السّنن الرّاتبة فذلك يكفي

. فضائل الوضوء هناك عددٌ من الثّمار والفضائل المترتّبة على أداء الوضوء، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:

نيل محبّة الله تعالى، فما أعظم أن ينال المسلم محبّة الله! علوّ الدّرجات، ورفعتها يوم القيامة. محو الذّنوب، وحطّ الخطايا، وتكفير السّيئات. سببٌ في دخول الجنّة، فيدخل من أيّ أبواب الجنّة يشاء. المحافظة علىى الوضوء صفة من صفات المؤمنين. الوضوء نصف الإيمان وشطره. انحلال عقدة من عقد الشّيطان التي يعقدها على قافية رأس المسلم عندما ينام. سببٌ في جعل المسلم يوم القيامة من الغرّ المحجّلين، والغرّ يعني ما يكون من بياضٍ في جبهة الفرس، والمحجّلين من التّحجيل؛ وهي ما يكون من بياضٍ في قوائم الفرس، فالمقصود بالغرّ المحجّلين من يخرج النّور من جوارحهم وهي: وجوههم، وأيديهم، وأرجلهم يوم القيامة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
low-zag © جميع الحقوق محفوظة