الحلقه العشرون
 جلس فى ركن هادئ بغرفته يفضله .. ووضع يده على رأسه من كثره الذكريات التى تدفق ك السيول يتذكرها تداعبه وتمازحه .. يتذكرها وهى تجعله يتناول الطعام بطرق ذكيه .. يتذكر حنانها حين كان يمرض وتظل بجانبه طوال الليل تداويه وتقدم له الاهتمام .. يتذكر حضنها الدافئ عند امس الاحتياج ... ولاكنها ذهبت .. ذهبت الان ولم يتبقى سوى ذكراها عند تلك النقطه شعر بألم رهيب سيطر عليه مره اخرى وفجأه وجد احدهم يضع يده على يداه التفت ليجدها ... امامه ... مره اخرى لقد ظنها حقا قد ملت منه ولن تعود لكى تجلس بجانبه لكى يشعرها بهاذا الملل .. لاكنها حقا هنا الآن لا يعلم لما وجودها بجانبه قد بعث راحه الى صدره قالت له فجأه:مالك يا ياسين انا قولت حاجه دايقتك،؟ انا اسفه انى فتحت السيره دى تانى انا،، تنهد ياسين وقال وهو ينظر الى الفراغ بعينين منكسرتين:ماما وحشتنى اوى وحشتنى اوى بجد شعرت بالالم الشديد لرؤيته بتلك الحاله .. لم تفكر بعقلانيه قبل تفتح ذراعيها له على مصرعهما قائله بحنان العالم اجمع:تعالى لم يصدق ما فعلت اهى حقا تفعل ذالك .. لم يفكر كثير لأنه سرعان ما ارتمى بحضنها كالطفل الذى يبحث الامان فى حضن والدته ذالك الحضن الظافئ الذى يشعره بأن كل شئ على ما يرام احتضنته بشده وظلت تربت على شعره بحنان بدون ان تعلم للمواساه كلاما .. ففى تلك المواقف التزام الصمت يكفى فهى لا تعلم ماذا تقول .. لم تدرى بنفسها الا وقد بدأت الدموع تغطيها لسبب تجهله احقا ولتلك الدرجه شعرت بالالم لاجله .. فقط لو تعلم ماذا تستطيع ان تفعل لتخفف عنه آلامه لما ترددت ثانيه فى فعله .. بمجرد ان ارتمى فى احضانها بدأ يشعر بالراحه لما .. لا يعلمها منذ عده سنواتمنذ اخر مره احتضن بعا والدته هو نقس الشعور .. شعور احتواه تدفق بداخله شعر لبعض الوقت العجز عن التميز اذا كان ذاك حضن والدته ام هى زوجته نفسها اغمض عينيه وكف عن التفكير يحاول قليلا النسيان لعل القادم يخبئ له الافضل .. **** كانت جالسه تفكر .. قد فعل الكثير لأجلى .. فعل ما لم يفعله احد لى من قبل .. اعطانى الامان ماذا افعل انا له .. طال التفكير كثيرا .. يجب ان افعل شئ من اجله انا ايضا .. ليس لنتعادل ف انا لا استطيع ان اعادله لاكن .. اريد اسعاده فحسب ظلت تتنقل يمينا ويسارا فى ارجاء الغرفه الى ان استقرت فى مكان بنصف الغرفه قائله والابتسامه تعلوها:ايوا لقيتها .. **** مر اليوم العصيب على ابطالنا بسلام اخيرا .. ولم يترك مجالا للتفكير فى الغد "وما يخبأه" **** فى صباح اليوم التالى استيقظت سمر باكرا وخالفت عادتها فى الاستيقاذ .. استقامت ودخلت الحمام ومارست عاداتها الصباحيه ثم نزلت بأن تتحمم وتتوضأ ثم تصلى نزلت على الدرج ووجدتهم جميعا ينظرون اليها بزهول .. اتسعت ابتسامتها ونظرت له ضاحكه ثم قالت:ايه مالكم هو وحش ان اصحى بدرى ايام الشغل برده كنت بصحى بدرى جاسم:هههههههه لا مش متعودين نشوف القمر الصبح بدرى قالت باسمه:ادينى صحيت اهو بدرى ثم توجهت الى السيده صبرين بإبتسامه خلابه وقالت لها:ماما احنا هناكل ايه النهارده عشان انا بجد جعانه نظرت لها بسعاده ثم قالت:الى انتى عاوزاه وسحبتها من يدها لتجلس بجانبها كانت وجوه الجميع تتسائل عن الفتاه التى تغيرت كليا فالبارحه كانت بوضع لا تحسد عليه والآن هى .. هاكذا تضحك وتمزح قال سليم باسما:ايوا بقا خديها على قدك مش كفايه ان جاسم بيقول هيتجوزو اخر الاسبوع دا يعنى بعد 4 ايام بس سمر:انتم مفكرنى هحل عن سماكم لا يابابا انا لازقالكم هنا وهتجوز هنا اتسعت ابتسامه سعيده من الجميع فكان جاسم على وشك اخبارهم قبل ان تنزل لاكنها هى من سبقته بالتبليغ سليم بسعاده:لا بجد سمر:اه عشان انا حسيت بينكم بجو الاسره الى دايما كنت بتمناه ابتسامه حانيه ظهرت على وجه سليم وزوجته وشعرو بأنهم رزقوا بالفتاه التى كانو يحلمون بها طيله العمر لاكن الفرق الان انها هنا معهم وستظل .. ف بيت زوجها معهم ايضا .. امتلك الجميع تلك السعاده التى صارت على الاغلب من النوادر فى الحياه الخاصه لكل منهم صار مايشغله من الم يطفى على قلبه المذاق المر وبخبر واحد يسكب على المراره السكر العذب فيغطى الطعم الحلو ويطفى السعاده فى ارجاء المكان .. **** استيقذ صباحا من نومه بكسل وتباطئ .. ارتسمت ابتسامه على وجهه .. ابتسامه بلهاء مضحكه لم يرى لها بدا لاكنها قد ظهرت وحدها .. ولن يلوم نفسه لأنه يتذكر ما حدث بالامس بدون قصد منه سبح فى ماحدث مره ثانيه ..... اخرى وفجأه وجد احدهم يضع يده على يداه التفت ليجدها ... امامه .... مره اخرى لقد ظنها حقا قد ملت منه ولن تعود لكى تجلس بجانبه لكى يشعرها بهاذا الملل .. لاكنها حقا هنا الآن لا يعلم لما وجودها بجانبه قد بعث راحه الى صدره قالت له فجأه:مالك يا ياسين انا قولت حاجه دايقتك،؟ انا اسفه انى فتحت السيره دى تانى انا،، تنهد ياسين وقال وهو ينظر الى الفراغ بعينين منكسرتين:ماما وحشتنى اوى وحشتنى اوى بجد شعرت بالالم الشديد لرؤيته بتلك الحاله .. لم تفكر بعقلانيه قبل تفتح ذراعيها له على مصرعهما قائله بحنان العالم اجمع:تعالى لم يصدق ما فعلت اهى حقا تفعل ذالك .. لم يفكر كثير لأنه سرعان ما ارتمى بحضنها كالطفل الذى يبحث الامان فى حضن والدته ذالك الحضن الظافئ الذى يشعره بأن كل شئ على ما يرام احتضنته بشده وظلت تربت على شعره بحنان بدون ان تعلم للمواساه كلاما .. ففى تلك المواقف التزام الصمت يكفى فهى لا تعلم ماذا تقول .. لم تدرى بنفسها الا وقد بدأت الدموع تغطيها لسبب تجهله احقا ولتلك الدرجه شعرت بالالم لاجله .. فقط لو تعلم ماذا تستطيع ان تفعل لتخفف عنه آلامه لما ترددت ثانيه فى فعله .. بمجرد ان ارتمى فى احضانها بدأ يشعر بالراحه لما .. لا يعلمها منذ عده سنواتمنذ اخر مره احتضن بعا والدته هو نقس الشعور .. شعور احتواه تدفق بداخله شعر لبعض الوقت العجز عن التميز اذا كان ذاك حضن والدته ام هى زوجته نفسها اغمض عينيه وكف عن التفكير يحاول قليلا النسيان لعل القادم يخبئ له الافضل ... ظلا هاكذا الى كم اقول .. ثوانى .. دقائق .. ساعات .. مر الوقت هاذا فقت ما استطيع قوله .. لا يتذكرون كم مر من الوقت .. وللحظه وبدون قصد منها شهقت شهقه ليست عاليه ابدا لاكنها وصلت الى مسامعه فأنزل رأسه لينظر اليها ليجدها غارقه فى دموعها .. دموع حزينه .. فابتعد قليلا بصعوبه وقال:انتى بتعيطى ليه الوقت طيب،؟ مسحت دموعها بسرعه مخبأه اياها فى يدها وابتسمت تنفى بهز رأسها ماذا اقول له أأقول اننى انألم كثيرا لرؤيته بتلك الحاله .. ام اقول اننى لا اجد لبكائى سببا .. واصلا لماذا ابكى انا هل اواسيه بدموعى التى لا تفيده بمثقال ذره اعاد السؤال قاطعا لشرودها:انا بسألك بتعيطى ليه،؟! ابتسامه حانيه ظهرت على فمها قائله وهى تحرك رأسها نافيه:مش عارفه ابتسم لتلك الابتسامه ويبدو انها قد راقته كثيرا .. بالفعل هى تأخذ المركز الاول فى الحنان .. تلك خلقت لتكون اما .. اما حنون اعطى اولادها ما اعطته امى لى ... ها قد عاد لنفس النقطه من جديد ولاكن العجيب تلك المره ان الالم لم يرافق الذكرى بل استعصى عليه دخول تلك المنطقه الان وملكه الحنان تجلس بجانبه .. لا بل وتضمه ايضا ابتعدت عنه بصعوبه شعر هو بها لاول مره .. ولم ينفى ذاك الشعور لنفسه ثم قالت:انت لازم تنام بقا عشان انت صاحى من بدرى وكمان انا هاجى بكره الشغل لازم انام انا كمان لم يستطع اخفاء الضيق البادى على وجهه حين ذكرت انها ستذهب معه صمت قليلا ثم قال:بس انتى اجازتك لسا مخلصتش وللحظه تذكر سقوطها اليوم فقال مضيفا:ومش عننسى انك وقعتى طبعا زفرت بغضب حانق ثم قالت:بس انا بقيت كويسه هى وقعه بسيطه وبعدين عند التوتر والعصبيه الزايده بفقد التوازن بتاعى وفى العاده بيغمى عليا قال بهدوء:افهمينى لو عوزانى مروحش بكره الشغل واخدك ونخرج ولو عاوزه تروحى لأهلك مفيش مشاكل اما حكايه الشغل دى لا ضربت الارض بقدميها بغضب كطفله تريد الحلوى ولا نعطيها خيفه من ان تمرض ثم قالت بغضب:بس انا عاوزه اروح الشغل .. انا كويسه والله نظر لها ياسين وهو يكتم ضحكته بصعوبه على طريقتها الطفوليه ثم قال بصرامه يحاول استجماعها قبل ان تهرب منه ضحكه تفسد مايحاول اقناعها به:لا انا قولت لا مش هتروحى قالت ببلاهه متناسيه وضعها:وانت مين بقا ان شاء الله عشان تمنعنى اختفت اثار التسليه من على وجهه وزفر بغضب وقال:انا جوزك ولا انتى ناسيه زوجى ..... واااااو لقد نسيت يال الحماقه .. قالت تدارى احراجها:بس ...... بس انا ... بس وزفرت بغضب ورحلت من الغرفه صافقه الباب خلفها بعنف .. لم يمنع نفسه من الضحك .. من حقه الضحك الان على تلك المجنونه ومنذ امس وكلما تذكر الموقف ترافقه ضحكه مستمتعه وابتسامه عذبه تروك لكل قلب .. خرج من تلك الذكرى القريبه والضحكه تملأ وجهه لا يتذكر منذ متى استيقظ ليجد الضحكه تملأ وجهه .. متى .... متى .. متى ... لا يتذكر ابدا وكأن ذكراه قد محى من ذاكرته .. وللابد عند انتهائه من ارتداء ملابسه للذهاب الى العمل خرج من غرفته ثم ليمر بجانب غرفتها .. توقف امامها وقرر الدخول بالفعل اليها ليودعها وهى نائمه .. بالطبع هى مستائه منه حتى الآن وذاك ما يضايقه لاكنها ستنسى ما حدث انا واثق اليوم بعد تنفيذ خطتى امسك مقبض بالباب محركا اياه برفق حتى لا تستيقظ ودخل اليها ليجدها كملاك نائم فى سبات عميق توجه اليها ثم وقف بجانبه مباشره ابتسم لذاك الملاك السابح فى النوم ثم حنى رأسه ليقبل جبهتها واودعها ابتسامه ثم رحل .. **** كانت تمشى فى الطرقات نظره من الجمود تظهر جليه على وجهها عند النظر اليها تشعر بأنها تعرضت لقساوه تعادل قساوه العالم اجمع جلست عند النيل وقد تعبت من المشى الطويل فى طرقات لا تعرفها جلست .. وبدأت تستجمع كل قوتها تحاول الا تبكى .. هى لن تبكى ماذا دهاكى ياريم .. لم تكونى يوما بذاك الضعف الذى انتى فيه الان لستى انتى الفتاه التى تقع عند المنحدر الاول مهزومه تسمح لدموعها بالانتصار عليها .. نظره الجمود تغطيها بالكاد تستطيع السيطره على دموعها تنهدت بألم وهى تنظر الى النيل الساحر .. ثم قالت بألم وهى ترفع رأسها الى السماء:يارب فجأه جائه اتصلا من احدهم .. نظرت الى الهاتف ثم وضعته بعنف مره اخرى على الطاوله بجانبها .. استمر الهاتف بالرنين الى ان اضطرت للرد ريم:الو .. لا انا فى البيت .. حاضر .. اى اوامر تانيه .. سلام اغلقت الهاتف ووضعت بنفس العنف وزفرت بغضب ثم نظرت الى يدها المليئه بالكدمات بألم ثم قالت:هو كان ايه غير انه كان وهم انا عشت فيه ابتسامه مريره ظهرت على وجهها الحزين ثم تناولت حقيبتها وهاتفها واستعدت للذهاب الا ان الصدمه جعلتها تتسمر فى مكانها حين اقتر منها بهدوء شديد وهى ترتجف فى مكانها وتخفى ذاك الخوف ببراعه هدر بجانب اذنها حين اقترب منها:فى البيت بتقولى .. تمام اغمضت عيناها تحاول منع سقوط تلك الدموع وقالت بصوت يوازى هدوئه:البيت جنب النيل طلعت اتمشى شويه تعبت من البيت ياحسام قال حسام بصوت يشبه فحيح الافاعى:قدامى كلمه واحده جعلت الرعب يصل من رأسها الى قدميها وبدون كلمه واحده ركبت السياره خلفه وقاد الى المنزل عند رجوعها الى ذاك المنزل الذى تسميه السجن وبمجرد دخولها ترحمت على نفسها بإبتسامه مريره منتظره اياه حتى ياتى ليكمل على المتبقى منها دخل المنزل خلفها وصفق الباب بعنف .. بضع خطوات اقترب منها ثم امسك يدها واطبق عليها بقوه قائلا:الوقت انا اعمل ايه معاكى اختارى العقاب الى يناسبك اشاحت وجهها الى الجانب الآخر بألم ولم تظهره ابدا ولم تجبه قال بغضب:ريم انا قلتلك لما اكلمك تبصيلى و تردى عليا نظرت له نظره لم يفهمها نظره اصبح يراها كثيرا مؤخرا تجعله يرغب بقتل نفسه على ما يفعله معها قالت بهدوء:حاضر نظر لها بجمود وقال:كويس قالت وهى تتظاهر بالجمود:هبصلك وهرد عليك غير معقول تلك الفتاه خرجت عن نطاقى الخاص انا ارى العين المتألمه خلف كل تلك القسوه التى تغطيها ولاكن كيف كيف تستطيع التظاهر بكل ذاك الجمود .. ترك يدها حين شعر بأنها تؤلمها .. حركه واحده فقط بدون قصد منها اظهرت المها الشديد .. فحررها وقال:خلاص انا المرادى بس هسيبك ومتتكررش .. بس دى اخر مره تخرجى من غير ما تقوليلى او تكدبى فى حاجه انتى فاهمه اومأت رأسها وهى للحظات لم تصدق انه قد تركها وحررها .. لا وقد سامحها ايضا .. هاذا قد ادهشها بالفعل .. قال حسام لقطع شرودها:اظن كلامانا انتهى ممكن تروحى على اوضتك الوقت لم تنظر ابدا له .. تنهدت ثم ذهبت الى غرفتها واغلقت الباب خلفها برفق .. فهى لا تريد ازعاجه ربما يغير رأيه ويأتى ليقلتها .. لا هى فى غنى عن كل ذالك الان .. **** جلس على الاريكه التى خلفه وهو فى اشد غضبه .. كل مايجول بخاطره الان .. اى خطه تلك التى شرعت فى تنفيذها .. ستخرجنى عن طورى .. ماذا دهاك يا رجل هى ليست بكل تلك البرائه التى تبدو عليها .. منذ شهر واحد فقط بدأت بتغير كل شئ فيها ثيابها .. شخصيتها .. تصرفاتها .. منذ ان بدأت تعمل وهى ذات شخصيه مختلفه .. هل تظن انها حين تتخذ تلك الخطه الجديده لن اكشف احتيالها .. ليس انتى على اى حال لقد تزوجتها لأنتقم ولا مجال للجدال .. لاكن تلك الشخصيه الجديده التى،، كف .. هذه مجرد خطه فقط لتوقعك فى شباكها ليس اكثر لن اقع .. وحتى ان تحولت الى ما احب لن تجد منى غير الكره فقط .. هى تستحق كل هاذا .. اجل تستحق .. **** اعطتها الحياه تلك الهموم الكثيره التى تستدعى حقا الانهيار ولاكنها صامده .. ستظل لن تتغير .. لم ابدل شئ من نفسى لأجله .. بل لأننى شعرت اننى احتاج لهاذا فقط حاولت التقرب من ربى .. وقد قربنى منه اضعاف خطواتى اليه .. ولاكن كيف كنت بذاك الجهل احاول التقرب من عبد ليس الا وتركت من خلقنى .. تنهدت ثم قالت:بالرغم من كل الحب الى حبتهوله مقدمليش الا الاهانه والذل .. مهما حاولت انساه مقدرش .. بس مش مهم انا قررت انى منزلش من نفسى ابدا عشانه .. هو مايستحقش مايستحقش ابدا .. اتجوزنى عشان يذلنى بس .. مش اكتر وضعت رأسها على الوساده بدون ان تهتم بتبدل ثيابها وضمت الوساده بقوه وحاولت النوم .. تشعر بالالم بمجرد وضع رأسها عيها .. تتذكر كل ظلم عاشته فى تلك السنه التى تزوجته بها .. تذكر كم جعلها تتعلق به فى فتره الخطبه ثم جعلها لم يلبس الى ان جعلها تفكر فقط به دون غيره .. تحبه تعشقه .. حتى انه فى بدايه زواجهم كان مثالا لأروع زوج .. ثم ليتغير بين لحظه وضحاها بدون حتى ان يختبرها ما سبب التغير المفاجئ فى شخصيته الم .. وذل .. لدرجه انها صارت تترجاه ان يعود كما كان لا تصدق حقا كلما تذكرت نفسها فى ذاك اليوم .. كان هو جالسا على سريره عند عودته من العمل .. فدخلت هى عليه باسمه تقول:وحشتنى نظر لها بإزدراء وقال لها ساخرا:متشوقيش وحش ذهبت الى السرير وجلست بجانبه لتسأله:مالك ياحسام انت اتغيرت كده ليه؟!! نظر لها بقسوه وقال:تقريبا لما الواحد بيرجع من الشغل مراته بتحضرله الاكل قالت غاضبه:وانا بسألك سؤال رد عليا وقف ثم امسكها من شعرها بقوه وقال لها:صوتك دا ميعلاش تانى انتى سمعانى ليدفعها بقوه على السرير وكاد ان يرحل الا انها امسكت يده وجثت على اقدامها وهى تقول:حاضر مش هعلى صوتى بس انت قولى انا عملت ايه يستحق كل دا .. انت انت حتى مبتلمسنيش ... سحب يده ونظر لها بإزدراء وتركها وذهب .. تلك الذكرى التى تكررت عده مرات محاوله فقط ان تفهم ماذا فعلت لكى يعاملها بكل تلك القسوه .. حاولت اغرائه مرات ومرات بلا ادنى فائده .. لم تنتبه لتلك الدمعت التى هربت من عينيها خلسه .. شعرت بأن النوم مستحيل الان .. لتقوم من على السرير وتبدأ بخلع ثيابها لشعورها بالاختناق .. وما ان نزعت ذاك الحجاب حتى ظهر الشعر المسترسل شديد اللمعان .. شعر اسود كسواد الليل .. نظرت لذاك الحجاب وهى تتذكر اول مره ارتدته بها حين كانت مع فرحه .. حال ارتدائه شعرت بذاك الشعور المسمى بالاكتمال .. وشعرت بأنها قد تعلقت به تعلقا غريبا .. ثم بدأت تتعلق بمن اشارت عليها بإرتدائه .. لا تصدق كم كان لصحبتها اثر كبير فى حياتها .. كانت عندما تطبق نصائحها تشعر بالراحه .. بدأت تصلى .. وكم كانت الصلاه جميله .. لقد شعرت انها كانت بلهاء لترك الصلاه فليس هناك اجمل من الشعور الذى تشعره حين تناجى ربها .. لا تركض وراء عبد .. تركض فقط لمرضاه الله .. ابتسمت وهى تتذكر ذاك الوجه الباسم الذى يشع ضيائا ثم قالت:ياريتنى عرفتك من زمان يافرحه .. ابدلت ملابسها وامسكت هاتفها وظلت تتجول فيه الى ان استقرت على اخر ضغطه حتى امتلأ المكان بصوت من اجمل الاصوات واطربها .. ذاك الصوت الذى بذكره تطمئن القلوب وتهدأ النفوس .. صوت القرآن الكريم .. ثم بدأت تردد خلف القارئ تلك السوره الوحيده التى بدأت بحفظها "سوره يوسف" ظلت تردد خلفه الى ان استقرت عيناها مغمضه ومظاهر الراحه بدت على وجهها .. **** يال الجنون الذى اصابها .. كانت صبرين تكاد تنفجر ضاحكه على سمر سمر:ياماما افهمينى انا الى هطبخ بس انتى روحى ارتاحى تنظر بدهشه لها قائله:سمرر .. انتى واثقه انك عاوزه تطبخى كل دا ابتسمت لفتره ثم قالت:اه واثقه يلا انتى روحى بقا وانا هعمل كله لوحدى روحى انتى ارتاحى ابتسمت لها واومأت رأسها وما ان استدارت حتى قالت سمر وهى تشمر اكمامها بوضع مضحك:ماما عندكم هنا طفايه حريق للضروره اتسعت عيناها ونظرت لها تضحك بشده ثم قالت:لا انا كده قلقت احنا نجيب اكل جاهز احسن ضحكت سمر عليها قائله:لا انا كنت بهزر بس قالت لها بإبتسامه مستمتعه:اطبخى ياسمر ورينا طبخك ثم ذهبت ضاحكه على تلك المجنونه زوجه ابنها .. وابنتها العزيزه فهى شعرت بأنها والدتها منذ وقت متقدم من معرفتها لها بل يوم رأتها احبتها فعلا وشعرت بسعاده حين اخبرها جاسم بنيته للزواج منها .. **** استيقظت فرح على يد تعرفها جيدا تهزها بقوه ويد اخرى من الجانب الاخر ليقولان معا بصوت صاخب يصم الاذان:...................

الحلقه العشرون
 جلس فى ركن هادئ بغرفته يفضله .. ووضع يده على رأسه من كثره الذكريات التى تدفق ك السيول يتذكرها تداعبه وتمازحه .. يتذكرها وهى تجعله يتناول الطعام بطرق ذكيه .. يتذكر حنانها حين كان يمرض وتظل بجانبه طوال الليل تداويه وتقدم له الاهتمام .. يتذكر حضنها الدافئ عند امس الاحتياج ... ولاكنها ذهبت .. ذهبت الان ولم يتبقى سوى ذكراها عند تلك النقطه شعر بألم رهيب سيطر عليه مره اخرى وفجأه وجد احدهم يضع يده على يداه التفت ليجدها ... امامه ... مره اخرى لقد ظنها حقا قد ملت منه ولن تعود لكى تجلس بجانبه لكى يشعرها بهاذا الملل .. لاكنها حقا هنا الآن لا يعلم لما وجودها بجانبه قد بعث راحه الى صدره قالت له فجأه:مالك يا ياسين انا قولت حاجه دايقتك،؟ انا اسفه انى فتحت السيره دى تانى انا،، تنهد ياسين وقال وهو ينظر الى الفراغ بعينين منكسرتين:ماما وحشتنى اوى وحشتنى اوى بجد شعرت بالالم الشديد لرؤيته بتلك الحاله .. لم تفكر بعقلانيه قبل تفتح ذراعيها له على مصرعهما قائله بحنان العالم اجمع:تعالى لم يصدق ما فعلت اهى حقا تفعل ذالك .. لم يفكر كثير لأنه سرعان ما ارتمى بحضنها كالطفل الذى يبحث الامان فى حضن والدته ذالك الحضن الظافئ الذى يشعره بأن كل شئ على ما يرام احتضنته بشده وظلت تربت على شعره بحنان بدون ان تعلم للمواساه كلاما .. ففى تلك المواقف التزام الصمت يكفى فهى لا تعلم ماذا تقول .. لم تدرى بنفسها الا وقد بدأت الدموع تغطيها لسبب تجهله احقا ولتلك الدرجه شعرت بالالم لاجله .. فقط لو تعلم ماذا تستطيع ان تفعل لتخفف عنه آلامه لما ترددت ثانيه فى فعله .. بمجرد ان ارتمى فى احضانها بدأ يشعر بالراحه لما .. لا يعلمها منذ عده سنواتمنذ اخر مره احتضن بعا والدته هو نقس الشعور .. شعور احتواه تدفق بداخله شعر لبعض الوقت العجز عن التميز اذا كان ذاك حضن والدته ام هى زوجته نفسها اغمض عينيه وكف عن التفكير يحاول قليلا النسيان لعل القادم يخبئ له الافضل .. **** كانت جالسه تفكر .. قد فعل الكثير لأجلى .. فعل ما لم يفعله احد لى من قبل .. اعطانى الامان ماذا افعل انا له .. طال التفكير كثيرا .. يجب ان افعل شئ من اجله انا ايضا .. ليس لنتعادل ف انا لا استطيع ان اعادله لاكن .. اريد اسعاده فحسب ظلت تتنقل يمينا ويسارا فى ارجاء الغرفه الى ان استقرت فى مكان بنصف الغرفه قائله والابتسامه تعلوها:ايوا لقيتها .. **** مر اليوم العصيب على ابطالنا بسلام اخيرا .. ولم يترك مجالا للتفكير فى الغد "وما يخبأه" **** فى صباح اليوم التالى استيقظت سمر باكرا وخالفت عادتها فى الاستيقاذ .. استقامت ودخلت الحمام ومارست عاداتها الصباحيه ثم نزلت بأن تتحمم وتتوضأ ثم تصلى نزلت على الدرج ووجدتهم جميعا ينظرون اليها بزهول .. اتسعت ابتسامتها ونظرت له ضاحكه ثم قالت:ايه مالكم هو وحش ان اصحى بدرى ايام الشغل برده كنت بصحى بدرى جاسم:هههههههه لا مش متعودين نشوف القمر الصبح بدرى قالت باسمه:ادينى صحيت اهو بدرى ثم توجهت الى السيده صبرين بإبتسامه خلابه وقالت لها:ماما احنا هناكل ايه النهارده عشان انا بجد جعانه نظرت لها بسعاده ثم قالت:الى انتى عاوزاه وسحبتها من يدها لتجلس بجانبها كانت وجوه الجميع تتسائل عن الفتاه التى تغيرت كليا فالبارحه كانت بوضع لا تحسد عليه والآن هى .. هاكذا تضحك وتمزح قال سليم باسما:ايوا بقا خديها على قدك مش كفايه ان جاسم بيقول هيتجوزو اخر الاسبوع دا يعنى بعد 4 ايام بس سمر:انتم مفكرنى هحل عن سماكم لا يابابا انا لازقالكم هنا وهتجوز هنا اتسعت ابتسامه سعيده من الجميع فكان جاسم على وشك اخبارهم قبل ان تنزل لاكنها هى من سبقته بالتبليغ سليم بسعاده:لا بجد سمر:اه عشان انا حسيت بينكم بجو الاسره الى دايما كنت بتمناه ابتسامه حانيه ظهرت على وجه سليم وزوجته وشعرو بأنهم رزقوا بالفتاه التى كانو يحلمون بها طيله العمر لاكن الفرق الان انها هنا معهم وستظل .. ف بيت زوجها معهم ايضا .. امتلك الجميع تلك السعاده التى صارت على الاغلب من النوادر فى الحياه الخاصه لكل منهم صار مايشغله من الم يطفى على قلبه المذاق المر وبخبر واحد يسكب على المراره السكر العذب فيغطى الطعم الحلو ويطفى السعاده فى ارجاء المكان .. **** استيقذ صباحا من نومه بكسل وتباطئ .. ارتسمت ابتسامه على وجهه .. ابتسامه بلهاء مضحكه لم يرى لها بدا لاكنها قد ظهرت وحدها .. ولن يلوم نفسه لأنه يتذكر ما حدث بالامس بدون قصد منه سبح فى ماحدث مره ثانيه ..... اخرى وفجأه وجد احدهم يضع يده على يداه التفت ليجدها ... امامه .... مره اخرى لقد ظنها حقا قد ملت منه ولن تعود لكى تجلس بجانبه لكى يشعرها بهاذا الملل .. لاكنها حقا هنا الآن لا يعلم لما وجودها بجانبه قد بعث راحه الى صدره قالت له فجأه:مالك يا ياسين انا قولت حاجه دايقتك،؟ انا اسفه انى فتحت السيره دى تانى انا،، تنهد ياسين وقال وهو ينظر الى الفراغ بعينين منكسرتين:ماما وحشتنى اوى وحشتنى اوى بجد شعرت بالالم الشديد لرؤيته بتلك الحاله .. لم تفكر بعقلانيه قبل تفتح ذراعيها له على مصرعهما قائله بحنان العالم اجمع:تعالى لم يصدق ما فعلت اهى حقا تفعل ذالك .. لم يفكر كثير لأنه سرعان ما ارتمى بحضنها كالطفل الذى يبحث الامان فى حضن والدته ذالك الحضن الظافئ الذى يشعره بأن كل شئ على ما يرام احتضنته بشده وظلت تربت على شعره بحنان بدون ان تعلم للمواساه كلاما .. ففى تلك المواقف التزام الصمت يكفى فهى لا تعلم ماذا تقول .. لم تدرى بنفسها الا وقد بدأت الدموع تغطيها لسبب تجهله احقا ولتلك الدرجه شعرت بالالم لاجله .. فقط لو تعلم ماذا تستطيع ان تفعل لتخفف عنه آلامه لما ترددت ثانيه فى فعله .. بمجرد ان ارتمى فى احضانها بدأ يشعر بالراحه لما .. لا يعلمها منذ عده سنواتمنذ اخر مره احتضن بعا والدته هو نقس الشعور .. شعور احتواه تدفق بداخله شعر لبعض الوقت العجز عن التميز اذا كان ذاك حضن والدته ام هى زوجته نفسها اغمض عينيه وكف عن التفكير يحاول قليلا النسيان لعل القادم يخبئ له الافضل ... ظلا هاكذا الى كم اقول .. ثوانى .. دقائق .. ساعات .. مر الوقت هاذا فقت ما استطيع قوله .. لا يتذكرون كم مر من الوقت .. وللحظه وبدون قصد منها شهقت شهقه ليست عاليه ابدا لاكنها وصلت الى مسامعه فأنزل رأسه لينظر اليها ليجدها غارقه فى دموعها .. دموع حزينه .. فابتعد قليلا بصعوبه وقال:انتى بتعيطى ليه الوقت طيب،؟ مسحت دموعها بسرعه مخبأه اياها فى يدها وابتسمت تنفى بهز رأسها ماذا اقول له أأقول اننى انألم كثيرا لرؤيته بتلك الحاله .. ام اقول اننى لا اجد لبكائى سببا .. واصلا لماذا ابكى انا هل اواسيه بدموعى التى لا تفيده بمثقال ذره اعاد السؤال قاطعا لشرودها:انا بسألك بتعيطى ليه،؟! ابتسامه حانيه ظهرت على فمها قائله وهى تحرك رأسها نافيه:مش عارفه ابتسم لتلك الابتسامه ويبدو انها قد راقته كثيرا .. بالفعل هى تأخذ المركز الاول فى الحنان .. تلك خلقت لتكون اما .. اما حنون اعطى اولادها ما اعطته امى لى ... ها قد عاد لنفس النقطه من جديد ولاكن العجيب تلك المره ان الالم لم يرافق الذكرى بل استعصى عليه دخول تلك المنطقه الان وملكه الحنان تجلس بجانبه .. لا بل وتضمه ايضا ابتعدت عنه بصعوبه شعر هو بها لاول مره .. ولم ينفى ذاك الشعور لنفسه ثم قالت:انت لازم تنام بقا عشان انت صاحى من بدرى وكمان انا هاجى بكره الشغل لازم انام انا كمان لم يستطع اخفاء الضيق البادى على وجهه حين ذكرت انها ستذهب معه صمت قليلا ثم قال:بس انتى اجازتك لسا مخلصتش وللحظه تذكر سقوطها اليوم فقال مضيفا:ومش عننسى انك وقعتى طبعا زفرت بغضب حانق ثم قالت:بس انا بقيت كويسه هى وقعه بسيطه وبعدين عند التوتر والعصبيه الزايده بفقد التوازن بتاعى وفى العاده بيغمى عليا قال بهدوء:افهمينى لو عوزانى مروحش بكره الشغل واخدك ونخرج ولو عاوزه تروحى لأهلك مفيش مشاكل اما حكايه الشغل دى لا ضربت الارض بقدميها بغضب كطفله تريد الحلوى ولا نعطيها خيفه من ان تمرض ثم قالت بغضب:بس انا عاوزه اروح الشغل .. انا كويسه والله نظر لها ياسين وهو يكتم ضحكته بصعوبه على طريقتها الطفوليه ثم قال بصرامه يحاول استجماعها قبل ان تهرب منه ضحكه تفسد مايحاول اقناعها به:لا انا قولت لا مش هتروحى قالت ببلاهه متناسيه وضعها:وانت مين بقا ان شاء الله عشان تمنعنى اختفت اثار التسليه من على وجهه وزفر بغضب وقال:انا جوزك ولا انتى ناسيه زوجى ..... واااااو لقد نسيت يال الحماقه .. قالت تدارى احراجها:بس ...... بس انا ... بس وزفرت بغضب ورحلت من الغرفه صافقه الباب خلفها بعنف .. لم يمنع نفسه من الضحك .. من حقه الضحك الان على تلك المجنونه ومنذ امس وكلما تذكر الموقف ترافقه ضحكه مستمتعه وابتسامه عذبه تروك لكل قلب .. خرج من تلك الذكرى القريبه والضحكه تملأ وجهه لا يتذكر منذ متى استيقظ ليجد الضحكه تملأ وجهه .. متى .... متى .. متى ... لا يتذكر ابدا وكأن ذكراه قد محى من ذاكرته .. وللابد عند انتهائه من ارتداء ملابسه للذهاب الى العمل خرج من غرفته ثم ليمر بجانب غرفتها .. توقف امامها وقرر الدخول بالفعل اليها ليودعها وهى نائمه .. بالطبع هى مستائه منه حتى الآن وذاك ما يضايقه لاكنها ستنسى ما حدث انا واثق اليوم بعد تنفيذ خطتى امسك مقبض بالباب محركا اياه برفق حتى لا تستيقظ ودخل اليها ليجدها كملاك نائم فى سبات عميق توجه اليها ثم وقف بجانبه مباشره ابتسم لذاك الملاك السابح فى النوم ثم حنى رأسه ليقبل جبهتها واودعها ابتسامه ثم رحل .. **** كانت تمشى فى الطرقات نظره من الجمود تظهر جليه على وجهها عند النظر اليها تشعر بأنها تعرضت لقساوه تعادل قساوه العالم اجمع جلست عند النيل وقد تعبت من المشى الطويل فى طرقات لا تعرفها جلست .. وبدأت تستجمع كل قوتها تحاول الا تبكى .. هى لن تبكى ماذا دهاكى ياريم .. لم تكونى يوما بذاك الضعف الذى انتى فيه الان لستى انتى الفتاه التى تقع عند المنحدر الاول مهزومه تسمح لدموعها بالانتصار عليها .. نظره الجمود تغطيها بالكاد تستطيع السيطره على دموعها تنهدت بألم وهى تنظر الى النيل الساحر .. ثم قالت بألم وهى ترفع رأسها الى السماء:يارب فجأه جائه اتصلا من احدهم .. نظرت الى الهاتف ثم وضعته بعنف مره اخرى على الطاوله بجانبها .. استمر الهاتف بالرنين الى ان اضطرت للرد ريم:الو .. لا انا فى البيت .. حاضر .. اى اوامر تانيه .. سلام اغلقت الهاتف ووضعت بنفس العنف وزفرت بغضب ثم نظرت الى يدها المليئه بالكدمات بألم ثم قالت:هو كان ايه غير انه كان وهم انا عشت فيه ابتسامه مريره ظهرت على وجهها الحزين ثم تناولت حقيبتها وهاتفها واستعدت للذهاب الا ان الصدمه جعلتها تتسمر فى مكانها حين اقتر منها بهدوء شديد وهى ترتجف فى مكانها وتخفى ذاك الخوف ببراعه هدر بجانب اذنها حين اقترب منها:فى البيت بتقولى .. تمام اغمضت عيناها تحاول منع سقوط تلك الدموع وقالت بصوت يوازى هدوئه:البيت جنب النيل طلعت اتمشى شويه تعبت من البيت ياحسام قال حسام بصوت يشبه فحيح الافاعى:قدامى كلمه واحده جعلت الرعب يصل من رأسها الى قدميها وبدون كلمه واحده ركبت السياره خلفه وقاد الى المنزل عند رجوعها الى ذاك المنزل الذى تسميه السجن وبمجرد دخولها ترحمت على نفسها بإبتسامه مريره منتظره اياه حتى ياتى ليكمل على المتبقى منها دخل المنزل خلفها وصفق الباب بعنف .. بضع خطوات اقترب منها ثم امسك يدها واطبق عليها بقوه قائلا:الوقت انا اعمل ايه معاكى اختارى العقاب الى يناسبك اشاحت وجهها الى الجانب الآخر بألم ولم تظهره ابدا ولم تجبه قال بغضب:ريم انا قلتلك لما اكلمك تبصيلى و تردى عليا نظرت له نظره لم يفهمها نظره اصبح يراها كثيرا مؤخرا تجعله يرغب بقتل نفسه على ما يفعله معها قالت بهدوء:حاضر نظر لها بجمود وقال:كويس قالت وهى تتظاهر بالجمود:هبصلك وهرد عليك غير معقول تلك الفتاه خرجت عن نطاقى الخاص انا ارى العين المتألمه خلف كل تلك القسوه التى تغطيها ولاكن كيف كيف تستطيع التظاهر بكل ذاك الجمود .. ترك يدها حين شعر بأنها تؤلمها .. حركه واحده فقط بدون قصد منها اظهرت المها الشديد .. فحررها وقال:خلاص انا المرادى بس هسيبك ومتتكررش .. بس دى اخر مره تخرجى من غير ما تقوليلى او تكدبى فى حاجه انتى فاهمه اومأت رأسها وهى للحظات لم تصدق انه قد تركها وحررها .. لا وقد سامحها ايضا .. هاذا قد ادهشها بالفعل .. قال حسام لقطع شرودها:اظن كلامانا انتهى ممكن تروحى على اوضتك الوقت لم تنظر ابدا له .. تنهدت ثم ذهبت الى غرفتها واغلقت الباب خلفها برفق .. فهى لا تريد ازعاجه ربما يغير رأيه ويأتى ليقلتها .. لا هى فى غنى عن كل ذالك الان .. **** جلس على الاريكه التى خلفه وهو فى اشد غضبه .. كل مايجول بخاطره الان .. اى خطه تلك التى شرعت فى تنفيذها .. ستخرجنى عن طورى .. ماذا دهاك يا رجل هى ليست بكل تلك البرائه التى تبدو عليها .. منذ شهر واحد فقط بدأت بتغير كل شئ فيها ثيابها .. شخصيتها .. تصرفاتها .. منذ ان بدأت تعمل وهى ذات شخصيه مختلفه .. هل تظن انها حين تتخذ تلك الخطه الجديده لن اكشف احتيالها .. ليس انتى على اى حال لقد تزوجتها لأنتقم ولا مجال للجدال .. لاكن تلك الشخصيه الجديده التى،، كف .. هذه مجرد خطه فقط لتوقعك فى شباكها ليس اكثر لن اقع .. وحتى ان تحولت الى ما احب لن تجد منى غير الكره فقط .. هى تستحق كل هاذا .. اجل تستحق .. **** اعطتها الحياه تلك الهموم الكثيره التى تستدعى حقا الانهيار ولاكنها صامده .. ستظل لن تتغير .. لم ابدل شئ من نفسى لأجله .. بل لأننى شعرت اننى احتاج لهاذا فقط حاولت التقرب من ربى .. وقد قربنى منه اضعاف خطواتى اليه .. ولاكن كيف كنت بذاك الجهل احاول التقرب من عبد ليس الا وتركت من خلقنى .. تنهدت ثم قالت:بالرغم من كل الحب الى حبتهوله مقدمليش الا الاهانه والذل .. مهما حاولت انساه مقدرش .. بس مش مهم انا قررت انى منزلش من نفسى ابدا عشانه .. هو مايستحقش مايستحقش ابدا .. اتجوزنى عشان يذلنى بس .. مش اكتر وضعت رأسها على الوساده بدون ان تهتم بتبدل ثيابها وضمت الوساده بقوه وحاولت النوم .. تشعر بالالم بمجرد وضع رأسها عيها .. تتذكر كل ظلم عاشته فى تلك السنه التى تزوجته بها .. تذكر كم جعلها تتعلق به فى فتره الخطبه ثم جعلها لم يلبس الى ان جعلها تفكر فقط به دون غيره .. تحبه تعشقه .. حتى انه فى بدايه زواجهم كان مثالا لأروع زوج .. ثم ليتغير بين لحظه وضحاها بدون حتى ان يختبرها ما سبب التغير المفاجئ فى شخصيته الم .. وذل .. لدرجه انها صارت تترجاه ان يعود كما كان لا تصدق حقا كلما تذكرت نفسها فى ذاك اليوم .. كان هو جالسا على سريره عند عودته من العمل .. فدخلت هى عليه باسمه تقول:وحشتنى نظر لها بإزدراء وقال لها ساخرا:متشوقيش وحش ذهبت الى السرير وجلست بجانبه لتسأله:مالك ياحسام انت اتغيرت كده ليه؟!! نظر لها بقسوه وقال:تقريبا لما الواحد بيرجع من الشغل مراته بتحضرله الاكل قالت غاضبه:وانا بسألك سؤال رد عليا وقف ثم امسكها من شعرها بقوه وقال لها:صوتك دا ميعلاش تانى انتى سمعانى ليدفعها بقوه على السرير وكاد ان يرحل الا انها امسكت يده وجثت على اقدامها وهى تقول:حاضر مش هعلى صوتى بس انت قولى انا عملت ايه يستحق كل دا .. انت انت حتى مبتلمسنيش ... سحب يده ونظر لها بإزدراء وتركها وذهب .. تلك الذكرى التى تكررت عده مرات محاوله فقط ان تفهم ماذا فعلت لكى يعاملها بكل تلك القسوه .. حاولت اغرائه مرات ومرات بلا ادنى فائده .. لم تنتبه لتلك الدمعت التى هربت من عينيها خلسه .. شعرت بأن النوم مستحيل الان .. لتقوم من على السرير وتبدأ بخلع ثيابها لشعورها بالاختناق .. وما ان نزعت ذاك الحجاب حتى ظهر الشعر المسترسل شديد اللمعان .. شعر اسود كسواد الليل .. نظرت لذاك الحجاب وهى تتذكر اول مره ارتدته بها حين كانت مع فرحه .. حال ارتدائه شعرت بذاك الشعور المسمى بالاكتمال .. وشعرت بأنها قد تعلقت به تعلقا غريبا .. ثم بدأت تتعلق بمن اشارت عليها بإرتدائه .. لا تصدق كم كان لصحبتها اثر كبير فى حياتها .. كانت عندما تطبق نصائحها تشعر بالراحه .. بدأت تصلى .. وكم كانت الصلاه جميله .. لقد شعرت انها كانت بلهاء لترك الصلاه فليس هناك اجمل من الشعور الذى تشعره حين تناجى ربها .. لا تركض وراء عبد .. تركض فقط لمرضاه الله .. ابتسمت وهى تتذكر ذاك الوجه الباسم الذى يشع ضيائا ثم قالت:ياريتنى عرفتك من زمان يافرحه .. ابدلت ملابسها وامسكت هاتفها وظلت تتجول فيه الى ان استقرت على اخر ضغطه حتى امتلأ المكان بصوت من اجمل الاصوات واطربها .. ذاك الصوت الذى بذكره تطمئن القلوب وتهدأ النفوس .. صوت القرآن الكريم .. ثم بدأت تردد خلف القارئ تلك السوره الوحيده التى بدأت بحفظها "سوره يوسف" ظلت تردد خلفه الى ان استقرت عيناها مغمضه ومظاهر الراحه بدت على وجهها .. **** يال الجنون الذى اصابها .. كانت صبرين تكاد تنفجر ضاحكه على سمر سمر:ياماما افهمينى انا الى هطبخ بس انتى روحى ارتاحى تنظر بدهشه لها قائله:سمرر .. انتى واثقه انك عاوزه تطبخى كل دا ابتسمت لفتره ثم قالت:اه واثقه يلا انتى روحى بقا وانا هعمل كله لوحدى روحى انتى ارتاحى ابتسمت لها واومأت رأسها وما ان استدارت حتى قالت سمر وهى تشمر اكمامها بوضع مضحك:ماما عندكم هنا طفايه حريق للضروره اتسعت عيناها ونظرت لها تضحك بشده ثم قالت:لا انا كده قلقت احنا نجيب اكل جاهز احسن ضحكت سمر عليها قائله:لا انا كنت بهزر بس قالت لها بإبتسامه مستمتعه:اطبخى ياسمر ورينا طبخك ثم ذهبت ضاحكه على تلك المجنونه زوجه ابنها .. وابنتها العزيزه فهى شعرت بأنها والدتها منذ وقت متقدم من معرفتها لها بل يوم رأتها احبتها فعلا وشعرت بسعاده حين اخبرها جاسم بنيته للزواج منها .. **** استيقظت فرح على يد تعرفها جيدا تهزها بقوه ويد اخرى من الجانب الاخر ليقولان معا بصوت صاخب يصم الاذان:...................

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
low-zag © جميع الحقوق محفوظة