الحلقه التاسعه عشر
 لم يمر الكثير من الوقت حتى احضروه الى بيت مهجور بعيدا عن ضجيج القاهره .. احضره احد رجال الشرطه وجره بعنف وربطه بكرسى كان هناك ربطه بشده .. نظر خيرت امامه فى صدمه وقال والخوف قد دب فى عروقه وسيطر عليه:آآآ أ أنتى ظهرت سمر وهى ممسكه بيد جاسم بقوه وصرخت بوجهه:ايوا انا .. ايه خايف خيرت بإرتباك:و وانا اخاف من بنت ليه صرخت عليه:متقولش بنتك تانى انت سامع خيرت بإرتباك:هو فيه بنت تقول لأبوها كده .. عيب ياسمر قوللهم يفكونى قالت غاضبه:قولتلك متقولش بنتك انت مش ابويا انا بابا مات مااات سامع انا عرفت كل الحقيقه صدم عند سماعه لمعرفتها انه ليس والدها فقد ظنها الحسنه التى ستنقذه من ماهو عليه الان .. ولاكن بعد ماذا ايها الجاحد اكملت بغضب قد ظهر على وجهها من شده احمراره قائله:وعرفت العذاب الى انت عذبتهولها فى حياتها عرفت جرايم القتل الى انت بتمشى فيها والاهم ان المشرحه طلعت تقرير ان موت ماما مكنش طبيعى كان من آثار ضرب .. سامعنى ضرب يعنى انت قتلتها ياحيوان ياقذر واندفعت نحوه تضربه من غضبها تمسكه من لاقه قميصه وتصرخ فيه:ليه؟ قولى ليه عملت فيها كده؟ كانت بس محتاجه .. محتاجه حد يقف جنبها لما معرفتش تساعد نفسها ليه عملت كده ليه؟ انفجر خيرت ضاحكا بطريقه تدعو الى الاشمئزاز وقال:اه انا عملت كده عشان هى تستحق .. تستحق كل الى حصل فيها .. انا كنت بحبها وهى سابتنى واختارت الحيوان دا واقسمت لأدفعها التمن هى تستحق ظلت سمر تضربه وقد انهارت تماما فقدت ماتبقى من عقلها امامه وظلت تضربه كوحش ثار على فريسته ماسمعته ليس بالقليل وهاذا اعتراف صريح منه على قتله لوالدتها وتعذيبها شعر جاسم بالقلق الشديد عليها وعلى ما اصابها من فقدان اعصاب وعدم تحمل لهاذا الرجل فذهب امامه جاسم وصفعه جاسم على وجه صفعه اوقعته بالكرسى على الارض وقال:اقتليه ياسمر واعطاها مسدسا قائلا لها:خدى اقتليه نظرت له سمر بخوف شديد تلك الآله تشعرها بالخوف ولاكن جاسمامسك يدها ووضع المسدس بيدها وامسكه معها .. صوبه تجاهه ارتعب خيرت وظل ينظر اليهم بخوف شديد قائلا:لا اجوكو ارجوكى ياسمر متعمليش معايا كده وجد جاسم يدها ترتجف فهمس بأذنها:انا معاكى كلمتان كانتا قادرتان على شحن قوتها من جديد وصوبته المسدس معه خيرت:ارجو لا بلاش تعملو معايا كده اعتبرونى زى ابو،، سمر بغضب:متفكرش تكمل والوقت بتترجى جاسم:اللعبعه بتتقلب ياصفوت ولاكن جاسم لاحظ عدم رغبه سمر بقتله ليس هى على الاقل قالت له سمر:جاسم خلى الراجل الى هناك يقتله وانا كده اخدت حقى لم يضغط عليها جاسم وبالفعل نفذ ما طلبت واعطى المسدس للشرطى ليقتله هو وامسك هو بيدها وانسحبوا من المكان .. صوت رصاصه تحقيق العداله سمعوها عند خروجهم مباشره ارتجفت من وقع صدى صوت الرصاص وارتمت بين ذراعى جاسم بحركه غير مدروسه ضمها جاسم وهو يهدأها ويقول:خلاص مات الى كنتم بتعانو بسببو خلاص ياحبيبتى سمر وهى تشدد من ضمه:جاسم ودينى البيت ربت على شعرها بحنان وقال بصوت غطاه الدفئ:هنرجع .. هنرجع ياحبيبتى ومحدش هيقدر يقف فى طريقنا بعد كده واخذها معه عائدين الى المنزل .. لا بل عائدين الى "منزلهما".. **** كانت فرحه قد اعدت الغداء هذا اليوم ولم تذهب الى العمل .. ذهبت فرحه الى غرفه ياسين لتخبره ان الطعام صار جاهزا دخلت الغرفه ونظرت فيها لم تجده ثم فجأه قالت:ايه الهبل دا نسيت انه راح الشغل كادت فرحه ان تخرج ولاكنها رأت شئ ما فى غرفته لفت انتباهها و جعلها تذهب عند مكتبه لتراه ذهبت عند المكتب وجدت صندوقا خشبيا كبير الحجم لم تعلم لما دفعها فضولها لفتحه .. وعندما فتحته وجدت به اشياء كثيره ومختلفه وجدت بعض الرسومات رسومات مختلفه ووجدت نفسها بإحداهما كانت تلك هى نفس الرسمه التى فاز بها فى المسابقه كانت تلك نفس اللوحه التى كانت تمسك الطائر بيدها بها فرحه:ههههههههه هى دى نفس الرسمه لسا معاه لحد الوقت ثوجدتم تركتها وامسكت صوره لسيده خارقه الجمال ولاكن حقا ما ان دققت بملامحها جيدا وجدت ان بينهما تشابها غريبا مع انهما حقا لم يكونا الشخص نفسه من شده ذهولها اوقعت الصوره على الارض فاوجدت على ظهرها كتب .. "وكنتى ضياء فى اشد الظلماء .. وكنتى سعاده بين العزاء .. وكنتى نجمه ساطعه فى المساء .. ولقلبى كنتى شفاء .. ولجروحى انتى دواء .." قرأت فرحه الكلمات وقالت:للدرجادى بيحبها طب و وانا لم تدرى متى خانتها تلك الدموع التى تتساقط تلك الدموع التى بمجرد ان شعرت بهما مسحتها بسرعه شديده فجأه وجدت احدهم يضع يده على كتفها فانتفضت من شده الخوف ثم نظرت خلفها لتجده ياسين ياسين:يابت هو انتى كل شويه تتخضى كده فرحه بتوتر:ها لا اه عادى انا ماشيه وكادت ان تذهب الا ان امسك ياسين يدها وقال بإبتسامه:كنتى جايه عاوزه حاجه؟! فرحه:لا انا الصراحه كنت جايه نسيت انك فى الشغل وجيت اقولك يلا نتغدى ياسين وهو ينظر الى يدها:ايه دا !! نظرت فرحه الى يدها بصدمه وتتذرت انها لم تعيد الصوره بعد فرحه بتوتر:ها دى دى قال باسما:فتحتى الصندوق مش كده؟ انا كنت قافله قبل ما انزل فرحه بإحراج:الصراحه اه فتحته انا اسفه ونسيت ارجع الصوره دى ومدت يده لكى تعطيها له .. امسك جاسم الصوره وبمجرد النظر اليها ظهرت علامات الحزن على وجهه وجلس على السرير ينظر الى الصوره بشجن ثم قبل الصوره كانت فرحه ترمقه بعيناها ولاتفهم ما حدث وقالت فجأه:ياسين مالك،؟ ابتسم لها ابتسامه باهته وقال:وحشتنى ونزر الى الصوره متابعا:وحشتنى اوى كادت فرحه ان تختنق من كلماته انها كحد السكين كل ماخطر لها انها هى السبب فى انفصالهم وبدات عيناها تتأهب استعدادا للبكاء قالت حزينه:ماتروحلها رد عليها بوجم:ياريت لو ينفع يافرحه ياريت لو ينفع يا اللهى بدأت تبكى .. انها لا تعلم ببكائها حتى .. نظر لها ياسين بعد ان رفع عينيه عن تلك الصوره ولاحظ بكائها وقبل ان ينطق بحرف قالت فرحه:انا ماشيه وخرجت من الغرفه ذهب ياسين ووضع الصوره داخل الصندوق وخرج خلفها ليرى ما بها .. كانت تنزل من على الدرج بسرعه وكانت مريم تصعض الدرج ومعها صينيه عليها بعض الاكواب فلم تنتبه الا حين اصطدمت بها ووقعت فرحه .. فقدت وعيها .. **** بعد ذهاب جنى ستراحت قليلا بمنزلها ذهب يوسف اليها وطلب وطلب من والدها ان يخرجا سويا فوافق كان يوسف وجنى بالحديقه يوسف:غمضى عينك جنى:ليه،؟ يوسف:بس غمضى جنى:طيب اهو غمضت واخرج يوسف شئ من جيبه واستدار خلفه والبسها اياها جنى:فيه ايه،؟ يوسف:افتحى نظرت جنى الى العقد الرائع حول رقبتها وقالت:الله جميل اوى يوسف باسما:بجد جنى:اه والله تحفه بجد يوسف:بس مش احلى منك مفيش حاجه اصلا احلى منك ابتسمت محرجه ولم تتكلم يوسف:هنتجوز امت بقا نظرت له جنى وقالت:يوسف انا خايفه اوى على بابا يوسف بعدم فهم:ليه ماله،؟ جنى:يوسف بابا صحته فى النازل خالص ولو مكنتش انا اديلو الدوا والله مش بياخدوا ودايما يفضل يقولى انا كنت عاوز افضل جنبك عشان اطمن عليكى بس انا الوقت اطمنت الحمد لله هعوز ايه من الدنيا اكتر من كده .. ثم اكملت ببكاء:انا خايفه عليه اوى بجد يوسف:طب بطلى عياط بس واحنا هنلاقى حل ان شاء الله واكمل وهو يضمها اليه:خلاص اهدى بقا عشان خطرى .. **** كانت نائمه منذ ذهابها الى المنزل وهى على ذاك الوضع .. يسأل نفسه كل لحظه .. هل كنت على خطأ حين اخذتها معى،؟ .. فقط كنت اريدها ان تشعر ب.. قاطع تفكيره صوتها وهى نائمه تردد اسمه مرارا امسك يدها بيداه الاثنتان وقال لها:انا جنبك اهو .. جاسم اهو جنبك ياحبيبتى ثم وضع يده على شعرها وظل يربت عليه بحنان لم يمضى الكثير من الوقت حتى افاقت نظرت له وابتسمت قائله:هتدينى لحد امت،؟ قال بحنان:لحد اخر نفس صمتت قليلا ثم اعتدلت جالسه و قالت بإبتسامه:وفى المقابل،؟ ابتسم وقال:هاتى ايدك فأعطته يدها فقام بسحبها حتى استقرت بين ذراعيه وقال:تفضلى هنا دايما ضمته بكلتا يداها وقالت:هنتجوز امت،؟ قال بسعاده:اخر الاسبوع دا ايه رأيك ابتسمت وأومأت رأسها الى دنيا افضل هاذا ما ارادته ان تنتقل من الاحزان التى تعرضت لها لترتمي بين ذراعي رجل احتواها .. قدم لها فى امس الضعف قوه .. اعطاها حياته ثمنا لبقائه معها .. يتوقف عن الابتسام فقط ان رأى على وجهها العبوس .. اكلمات تكفى لوصف ما تشعر به تجاهه .. لا اظن .. فهو وطن عاشت به ولا تحسب ايام عمرها قبله .. فهو قلب عشقته ولا تدرى ما الحياه بدونه .. بل لا تريد ان تدرى .. هى معه الآن وكفى .. **** افاقت فرحه وهى على السرير وكان ياسين جالسا على كرسي بجانبها بمجرد ان فتحت عينيها حتى ابتسم لها وقال:انتى كويسه الوقت،؟؟ حاولت الاعتدال على السرير بدون ان تعيره اهتماما فجاء لكى يساعدها قائلا:استنى يافرحه هساعدك لاكنها قالت:لا شكرا انا كويسه ابتعد عنها ياسين لكى لا يضايقها وجلس مره اخرى صامتا طال الصمت .. طال وطال ولا احد ينطق بكلمه قال ياسين بعد ذاك الصمت المميت:فرحه لم تنظر له .. لم ترد قال ملحا:فرحه انا بكلمك ردى عليا قالت بضيق:نعم،؟ ياسين:مالك،؟ هزت رأسها نافين ان لا اعاد السؤال:مالك يافرحه فرحه:مفيش مالى كويسه اهو ياسين بنفاذ صبر:ما انا بسألك المفروض تجاوبى مش تسألينى فرحه بهدوء:مفيش حاجه ياسن:فرحه يمكن منعرفش بعض من زمان اوى بس انا بقيت حافظك فمتحاوليش بقا تكذبى وقولى على طول مالك لم تجيب ياسين:طب انا زعلتك فى حاجه قوليلى بدأت تبكى بهدوء وقالت بصوت هادئ:لا هتزعلنى فى ايه ياسين:طب بتعيطى ليه الوقت قام من على الكرسى وجلس على السرير بجانبها ومسح لها الدمعات التى تحررت من عينيها ورفع وجهها له قائلا:انا الى مزعلك صح اشاحت بوجهها الى الجانب الاخر ولم تجيب ياسين:طب قوليلى انا عملت ايه ومعتش هعمله تانى .. قولى بقا ثم ادار وجهها اليه مره اخرى ابتعدت عنه وحاولت النزول من على السرير كى تتهرب منه لاكنها احست بضعف من آثار الوقوع امسك ياسين يدها وقال بحنقه:مش هتروحى فى مكان قبل ما اعرف مالك فرحه بنفاذ صبر:قلتلك مليش ياسين بهدوء:طب وكنتى بتعيطى ليه .. ومشيتى من عندى وانتى بتعيطى ليه وانا ملحقتكيش ووقعتى فرحه:مفيش عادى انا كده بعيط لوحدى اغمض عيناه ويبدو ان هدوئه صار مهددا بالانهيار فى اى لحظه فهو غير معتاد على ذاك النوع من الجدال الطويل .. والسؤال عن حاله شخص لتلك المده وهو آبى ان يجيب ثم قال فجأه:طيب على راحتك مش عاوز ادايقك اكتر من كده وترك يدها وخطى خطوات الى الباب ثم نظر لها مره اخرى ليجدها قد شرعت فى البكاء مره اخرى .. وضع يده على رأسه يرجع شعره للخلف وشعر بحنقه فى صدره ثم وقف قليلا ينظر اليها لا يريد الذهاب .. لا يريد تركها يريد معرفه لماذا تبكى .. حسنا هو من المستحيل ان يتركها بذاك الوضع و ... يذهب لا ليس هو على اي حال من سيفعل ذالك ومع من .. معها مستحيل .. سأعلم الآن مايبكيها ولن اتراجع سأذهب واعرف مابها.. ولاكنها ان لم تجيب ماذا سأفعل،؟! ترك كل ذالك الشرود وتقدم لها فى خطوه خاطفه اقترب منها وقال بصوته الحانى:بردو مش هتقولى مالك!! نظرت له بوجم تسأل نفسها .. هل اخبره .. ام لا سأخبره اجل سأفعل .. ولاكن ماذا ان اعتقد انى .. لم تجد نفسها الا وهى تقول وقد افلتت منها الكلمات هاربه بصوت متقطع من كثره البكاء:انا كويسه يا ياسين روحلها انت عادى مش فارقه معايا اصلا اتسعت عيناها ونظرت للأسفل وقد اظهرت بحماقتها ذالك الذى ارادت اخفائه عنه ماذا سيظن بي الآن حين ي،، قطع شودها قائلا ولا يبدو على وجهه انه فهم شيئا:اروح لمين،؟!! كم انا غبيه .. ماذا سيقول عنى الآن فهو لم يتزوجنى الا لشفقه منه فقط على حالى وحال اخى .. ماذا سيقول عنى الآن ان علم اننى اغار عليه اتسعت عيناها بهلع ان فهمها ستكون تلك هى الكارثه الفجه التى تنهيها حيائا نظر الى صمتها وشعر نوعا ما بأنه قد فهم .. بلى لقد فهم .. لم يكن يوم قارئا للافكار كما هو معها الآن يشعر ان تلك الطفله الصغيره جميع اقوالها شفافه تظهر له بصمتها استمر الصمت وطال حتى قال ياسين بما يشبه المواساه:تعرفى ان الى كانت فى الصوره دى امى صمت قليلا ليلاحظ اندهاشها الذى سيطر عليها ثم اكمل:وهى الله يرحمها ماتت قصدك بأنك مش محتاجانى لدرجه اروحلها .. اموت يعنى اتسعت عيناها وارتعدت اواصلها فقط من ذكر الكلمه امامها .. اى ان تلك السيده قد ماتت وهى والدته وانا بكل سذاجه اطلب منه الذهاب اليها بدأت ببكاء لا تفهمه بكاء صامت تشعر بألم بداخله لا تدرى لماذا حاولت ان تتكلم قائله بكل بلاهه العالم:انا .. مش قصدى ........ ان .. انا مكنتش ... صمتت ووجدته الحل الامثل فى تلك الحاله فقد فقدت القدره على الحديث كطفل فى السادسه اخطأ خطأ فادحا .. لن تنظر اعلم انها لن تنظر الي ولو الى السنه المقبله لقد فهمتها بشكل غير طبيعى وسريع جدا وكأنه شعر بالتوجب عليه فى فهم كل حركه تقوم بها .. لم يجد بدا ان يرفع وجهها بيده ويجلس بجانبها على السرير قائلا لها بإبتسامه تذيب الصخر:عارف انك مش قصدك بس مفيش داعى لكل دا نظرت له وظهرت ابتسامه عذبه افتقدها كثيره فى العده ساعات السابقه وفجأه وهو ينظر لها شرد فى سؤال حيره كثيرا .. هل تغار،؟ ولاكن سرعان مانقى ذالك فى عقله قائلا انه لا يجب ان يوهم نفسه فى بدايه المطاف ربما هى فقط شعرت انها عرقلت مسيره حياتى بزواجى منها بالطبع هاكذا قد اعتقدت .. ابتسم لها وقال:لسا زعلانه،؟ هزت رأسها ان لا قال بنفس الابتسامه:انتى لسا ماكلتيش صح،؟ جاوبته بسرعه بسؤال هى الاخرى:وانت،؟ ياسين باسما:ناكل سوا،؟ اومأت رأسها بعد قليل كان الطعام على السرير بجانبهم يأكلون ما ان تناول ياسين اول لقمه حتى ذهب الى ماضى بعيد حيث السعاده تخيم على ارجاء المكان ونفس المرأه التى كانت بالصوره تبتسم ابتسامه ام حنون تخطف الانفاس وهى تقول بكل رقه:ياسين لو انت مكالتش انا مش هاكل وهزعل منك لياتى الطفل الصغير ذى الاعوام العشر ليجرى على امه وهو يبتسم ويجلس مرغما ليأكل لتأكل هى معه لم يدرى كيف تذكر ذالك فقد مر الكثير من الوقت هو يتذكر ان عقله لايتذكر شئ ابعد من 10 سنوات كيف جائت تلك الذكرى الجميله تداعب مخيلته من جديد فرحه:مش بتاكل ليه!! الاكل مش عاجبك،؟ .. انا الى عملاه على فكره قال مفاجأ لها بسرال غريب ياسين:انتى بتحطى ايه فى الاكل دا،؟ نظرت له بريبه بينما قالت فرحه:ليه هو وحش،؟ ابتسم لها وقد بدت تلك الابتسامه شاحبه جدا استطاعت تميز ذالك ثم قال:لا الاكل دا مختلف مكنتش باكله الا من ايد واحده بس .. ماما تسائلت عن الرابط بين طعامها وطعام والدته فهى لم ترها من قبل وتذكرت انها تعلمت الطهو وحدها وعندما كانت تفشل كانت تحاول حتى تنجح تماما فى طهوها .. قاطع شرودها ياسين قائلا:عشان هى بس الى كانت بتقدر تضيف طعم الحب والدفئ جوا الاكل بتاعها وانتى كمان بتعملى كده .. اقصد ان انتى الوحيده الى بعد ماما الله يرحمها الى دوقتينى اكل زى دا قال ذاك الكلام ونظره مؤلمه غطت عيناه هذا الالم ليس الم عاديا فقد قال لى من قبل انها قبل عشر سنوات اي ان من المفترض ان تكون ذكراها قد خمدت بقلبه قليلا .. لاكن ذاك الالم الذى تراه الان .. لا تستطيع تحمله تشعر وكأن الالم قد انتقل اليها من نظره فقط .. نظره لا اكثر ولا اقل .. شعرت بألمه فيها ثم قالت بعد فتره صمت:مالك،؟ ظهر العبوس على وجهه وقال بوجم:ماما كانت كل حاجه عندى كانت احسن ام .. ام مثاليه ماتت وهى صغيره كان عندها 33 سنه بس وكنت انا عندى 15 سنه يعنى كنت لسا صغير ماما قبل ماتموت قالتلى خلى بالك من اختك قالتهالى انا مش بابا وكأنها كانت عارفه ان بابا هيضعف بعد ما تمود ربنا يرحمها انا مضعفتش مكنش فيه مجال للضعف ومظهرتش احساسى لحد مكنتش عاوز حبيبه تحس بأنها وحيده وخصوصا انها كانت لسا صغيره عندها 12 سنه بس انا الى عوضتها،، ثم توقف صامتا تماما لماذا يخبرها الان ويسرد عليها تلك القصه .. هى لم تدرى لاكن جانب منها شعر بالسعاده لأنه يحاول ان يقاسمها الآمه كانت تود ان تمسك يده فى تلك اللحظه وتقول له انا بجانبك انا معك الآن .. ولاكن لم تسطيع مدت يدها لتضعها على كتفه لاكن سرعان ما سحبتها مره اخرى بدون ملاحظته تنهد بعد قليل ثم ابتسم ابتسامه حاول فيها عدم اظهار الالم ثم قال:انا هقوم وارتاحى انتى .. خرج من الغرفه وهى لاتزال تنظر له وتريد ايقافه ولاكن حلقها توقف عن الخدمه .. لا يريد اخراج الكلمات .. نظرت الى الباب عند خروجه لفتره ثم ارجعت رأسها للخلف فى شجن .. **** ذهب ياسين الى غرفته بعد ان شعر ان سيلا من الذكريات قد انزلق من جديد انه يتذكر والدته وبدأ يتذكر كل تفصيله فيها يشعر بألم فراقها كعاده كل مره يفتح فيها ذاك الموضوع جلس فى ركن هادئ بغرفته يفضله .. ووضع يده على رأسه من كثره الذكريات التى تدفق ك السيول يتذكرها تداعبه وتمازحه .. يتذكرها وهى تجعله يتناول الطعام بطرق ذكيه .. يتذكر حنانها حين كان يمرض وتظل بجانبه طوال الليل تداويه وتقدم له الاهتمام .. يتذكر حضنها الدافئ عند امس الاحتياج .. ولاكنها ذهبت .. ذهبت الان ولم يتبقى سوى ذكراها عند تلك النقطه شعر بألم رهيب سيطر عليه مره اخرى وفجأه وجد احدهم يضع يده على يداه التفت ليجد ............................

الحلقه التاسعه عشر
 لم يمر الكثير من الوقت حتى احضروه الى بيت مهجور بعيدا عن ضجيج القاهره .. احضره احد رجال الشرطه وجره بعنف وربطه بكرسى كان هناك ربطه بشده .. نظر خيرت امامه فى صدمه وقال والخوف قد دب فى عروقه وسيطر عليه:آآآ أ أنتى ظهرت سمر وهى ممسكه بيد جاسم بقوه وصرخت بوجهه:ايوا انا .. ايه خايف خيرت بإرتباك:و وانا اخاف من بنت ليه صرخت عليه:متقولش بنتك تانى انت سامع خيرت بإرتباك:هو فيه بنت تقول لأبوها كده .. عيب ياسمر قوللهم يفكونى قالت غاضبه:قولتلك متقولش بنتك انت مش ابويا انا بابا مات مااات سامع انا عرفت كل الحقيقه صدم عند سماعه لمعرفتها انه ليس والدها فقد ظنها الحسنه التى ستنقذه من ماهو عليه الان .. ولاكن بعد ماذا ايها الجاحد اكملت بغضب قد ظهر على وجهها من شده احمراره قائله:وعرفت العذاب الى انت عذبتهولها فى حياتها عرفت جرايم القتل الى انت بتمشى فيها والاهم ان المشرحه طلعت تقرير ان موت ماما مكنش طبيعى كان من آثار ضرب .. سامعنى ضرب يعنى انت قتلتها ياحيوان ياقذر واندفعت نحوه تضربه من غضبها تمسكه من لاقه قميصه وتصرخ فيه:ليه؟ قولى ليه عملت فيها كده؟ كانت بس محتاجه .. محتاجه حد يقف جنبها لما معرفتش تساعد نفسها ليه عملت كده ليه؟ انفجر خيرت ضاحكا بطريقه تدعو الى الاشمئزاز وقال:اه انا عملت كده عشان هى تستحق .. تستحق كل الى حصل فيها .. انا كنت بحبها وهى سابتنى واختارت الحيوان دا واقسمت لأدفعها التمن هى تستحق ظلت سمر تضربه وقد انهارت تماما فقدت ماتبقى من عقلها امامه وظلت تضربه كوحش ثار على فريسته ماسمعته ليس بالقليل وهاذا اعتراف صريح منه على قتله لوالدتها وتعذيبها شعر جاسم بالقلق الشديد عليها وعلى ما اصابها من فقدان اعصاب وعدم تحمل لهاذا الرجل فذهب امامه جاسم وصفعه جاسم على وجه صفعه اوقعته بالكرسى على الارض وقال:اقتليه ياسمر واعطاها مسدسا قائلا لها:خدى اقتليه نظرت له سمر بخوف شديد تلك الآله تشعرها بالخوف ولاكن جاسمامسك يدها ووضع المسدس بيدها وامسكه معها .. صوبه تجاهه ارتعب خيرت وظل ينظر اليهم بخوف شديد قائلا:لا اجوكو ارجوكى ياسمر متعمليش معايا كده وجد جاسم يدها ترتجف فهمس بأذنها:انا معاكى كلمتان كانتا قادرتان على شحن قوتها من جديد وصوبته المسدس معه خيرت:ارجو لا بلاش تعملو معايا كده اعتبرونى زى ابو،، سمر بغضب:متفكرش تكمل والوقت بتترجى جاسم:اللعبعه بتتقلب ياصفوت ولاكن جاسم لاحظ عدم رغبه سمر بقتله ليس هى على الاقل قالت له سمر:جاسم خلى الراجل الى هناك يقتله وانا كده اخدت حقى لم يضغط عليها جاسم وبالفعل نفذ ما طلبت واعطى المسدس للشرطى ليقتله هو وامسك هو بيدها وانسحبوا من المكان .. صوت رصاصه تحقيق العداله سمعوها عند خروجهم مباشره ارتجفت من وقع صدى صوت الرصاص وارتمت بين ذراعى جاسم بحركه غير مدروسه ضمها جاسم وهو يهدأها ويقول:خلاص مات الى كنتم بتعانو بسببو خلاص ياحبيبتى سمر وهى تشدد من ضمه:جاسم ودينى البيت ربت على شعرها بحنان وقال بصوت غطاه الدفئ:هنرجع .. هنرجع ياحبيبتى ومحدش هيقدر يقف فى طريقنا بعد كده واخذها معه عائدين الى المنزل .. لا بل عائدين الى "منزلهما".. **** كانت فرحه قد اعدت الغداء هذا اليوم ولم تذهب الى العمل .. ذهبت فرحه الى غرفه ياسين لتخبره ان الطعام صار جاهزا دخلت الغرفه ونظرت فيها لم تجده ثم فجأه قالت:ايه الهبل دا نسيت انه راح الشغل كادت فرحه ان تخرج ولاكنها رأت شئ ما فى غرفته لفت انتباهها و جعلها تذهب عند مكتبه لتراه ذهبت عند المكتب وجدت صندوقا خشبيا كبير الحجم لم تعلم لما دفعها فضولها لفتحه .. وعندما فتحته وجدت به اشياء كثيره ومختلفه وجدت بعض الرسومات رسومات مختلفه ووجدت نفسها بإحداهما كانت تلك هى نفس الرسمه التى فاز بها فى المسابقه كانت تلك نفس اللوحه التى كانت تمسك الطائر بيدها بها فرحه:ههههههههه هى دى نفس الرسمه لسا معاه لحد الوقت ثوجدتم تركتها وامسكت صوره لسيده خارقه الجمال ولاكن حقا ما ان دققت بملامحها جيدا وجدت ان بينهما تشابها غريبا مع انهما حقا لم يكونا الشخص نفسه من شده ذهولها اوقعت الصوره على الارض فاوجدت على ظهرها كتب .. "وكنتى ضياء فى اشد الظلماء .. وكنتى سعاده بين العزاء .. وكنتى نجمه ساطعه فى المساء .. ولقلبى كنتى شفاء .. ولجروحى انتى دواء .." قرأت فرحه الكلمات وقالت:للدرجادى بيحبها طب و وانا لم تدرى متى خانتها تلك الدموع التى تتساقط تلك الدموع التى بمجرد ان شعرت بهما مسحتها بسرعه شديده فجأه وجدت احدهم يضع يده على كتفها فانتفضت من شده الخوف ثم نظرت خلفها لتجده ياسين ياسين:يابت هو انتى كل شويه تتخضى كده فرحه بتوتر:ها لا اه عادى انا ماشيه وكادت ان تذهب الا ان امسك ياسين يدها وقال بإبتسامه:كنتى جايه عاوزه حاجه؟! فرحه:لا انا الصراحه كنت جايه نسيت انك فى الشغل وجيت اقولك يلا نتغدى ياسين وهو ينظر الى يدها:ايه دا !! نظرت فرحه الى يدها بصدمه وتتذرت انها لم تعيد الصوره بعد فرحه بتوتر:ها دى دى قال باسما:فتحتى الصندوق مش كده؟ انا كنت قافله قبل ما انزل فرحه بإحراج:الصراحه اه فتحته انا اسفه ونسيت ارجع الصوره دى ومدت يده لكى تعطيها له .. امسك جاسم الصوره وبمجرد النظر اليها ظهرت علامات الحزن على وجهه وجلس على السرير ينظر الى الصوره بشجن ثم قبل الصوره كانت فرحه ترمقه بعيناها ولاتفهم ما حدث وقالت فجأه:ياسين مالك،؟ ابتسم لها ابتسامه باهته وقال:وحشتنى ونزر الى الصوره متابعا:وحشتنى اوى كادت فرحه ان تختنق من كلماته انها كحد السكين كل ماخطر لها انها هى السبب فى انفصالهم وبدات عيناها تتأهب استعدادا للبكاء قالت حزينه:ماتروحلها رد عليها بوجم:ياريت لو ينفع يافرحه ياريت لو ينفع يا اللهى بدأت تبكى .. انها لا تعلم ببكائها حتى .. نظر لها ياسين بعد ان رفع عينيه عن تلك الصوره ولاحظ بكائها وقبل ان ينطق بحرف قالت فرحه:انا ماشيه وخرجت من الغرفه ذهب ياسين ووضع الصوره داخل الصندوق وخرج خلفها ليرى ما بها .. كانت تنزل من على الدرج بسرعه وكانت مريم تصعض الدرج ومعها صينيه عليها بعض الاكواب فلم تنتبه الا حين اصطدمت بها ووقعت فرحه .. فقدت وعيها .. **** بعد ذهاب جنى ستراحت قليلا بمنزلها ذهب يوسف اليها وطلب وطلب من والدها ان يخرجا سويا فوافق كان يوسف وجنى بالحديقه يوسف:غمضى عينك جنى:ليه،؟ يوسف:بس غمضى جنى:طيب اهو غمضت واخرج يوسف شئ من جيبه واستدار خلفه والبسها اياها جنى:فيه ايه،؟ يوسف:افتحى نظرت جنى الى العقد الرائع حول رقبتها وقالت:الله جميل اوى يوسف باسما:بجد جنى:اه والله تحفه بجد يوسف:بس مش احلى منك مفيش حاجه اصلا احلى منك ابتسمت محرجه ولم تتكلم يوسف:هنتجوز امت بقا نظرت له جنى وقالت:يوسف انا خايفه اوى على بابا يوسف بعدم فهم:ليه ماله،؟ جنى:يوسف بابا صحته فى النازل خالص ولو مكنتش انا اديلو الدوا والله مش بياخدوا ودايما يفضل يقولى انا كنت عاوز افضل جنبك عشان اطمن عليكى بس انا الوقت اطمنت الحمد لله هعوز ايه من الدنيا اكتر من كده .. ثم اكملت ببكاء:انا خايفه عليه اوى بجد يوسف:طب بطلى عياط بس واحنا هنلاقى حل ان شاء الله واكمل وهو يضمها اليه:خلاص اهدى بقا عشان خطرى .. **** كانت نائمه منذ ذهابها الى المنزل وهى على ذاك الوضع .. يسأل نفسه كل لحظه .. هل كنت على خطأ حين اخذتها معى،؟ .. فقط كنت اريدها ان تشعر ب.. قاطع تفكيره صوتها وهى نائمه تردد اسمه مرارا امسك يدها بيداه الاثنتان وقال لها:انا جنبك اهو .. جاسم اهو جنبك ياحبيبتى ثم وضع يده على شعرها وظل يربت عليه بحنان لم يمضى الكثير من الوقت حتى افاقت نظرت له وابتسمت قائله:هتدينى لحد امت،؟ قال بحنان:لحد اخر نفس صمتت قليلا ثم اعتدلت جالسه و قالت بإبتسامه:وفى المقابل،؟ ابتسم وقال:هاتى ايدك فأعطته يدها فقام بسحبها حتى استقرت بين ذراعيه وقال:تفضلى هنا دايما ضمته بكلتا يداها وقالت:هنتجوز امت،؟ قال بسعاده:اخر الاسبوع دا ايه رأيك ابتسمت وأومأت رأسها الى دنيا افضل هاذا ما ارادته ان تنتقل من الاحزان التى تعرضت لها لترتمي بين ذراعي رجل احتواها .. قدم لها فى امس الضعف قوه .. اعطاها حياته ثمنا لبقائه معها .. يتوقف عن الابتسام فقط ان رأى على وجهها العبوس .. اكلمات تكفى لوصف ما تشعر به تجاهه .. لا اظن .. فهو وطن عاشت به ولا تحسب ايام عمرها قبله .. فهو قلب عشقته ولا تدرى ما الحياه بدونه .. بل لا تريد ان تدرى .. هى معه الآن وكفى .. **** افاقت فرحه وهى على السرير وكان ياسين جالسا على كرسي بجانبها بمجرد ان فتحت عينيها حتى ابتسم لها وقال:انتى كويسه الوقت،؟؟ حاولت الاعتدال على السرير بدون ان تعيره اهتماما فجاء لكى يساعدها قائلا:استنى يافرحه هساعدك لاكنها قالت:لا شكرا انا كويسه ابتعد عنها ياسين لكى لا يضايقها وجلس مره اخرى صامتا طال الصمت .. طال وطال ولا احد ينطق بكلمه قال ياسين بعد ذاك الصمت المميت:فرحه لم تنظر له .. لم ترد قال ملحا:فرحه انا بكلمك ردى عليا قالت بضيق:نعم،؟ ياسين:مالك،؟ هزت رأسها نافين ان لا اعاد السؤال:مالك يافرحه فرحه:مفيش مالى كويسه اهو ياسين بنفاذ صبر:ما انا بسألك المفروض تجاوبى مش تسألينى فرحه بهدوء:مفيش حاجه ياسن:فرحه يمكن منعرفش بعض من زمان اوى بس انا بقيت حافظك فمتحاوليش بقا تكذبى وقولى على طول مالك لم تجيب ياسين:طب انا زعلتك فى حاجه قوليلى بدأت تبكى بهدوء وقالت بصوت هادئ:لا هتزعلنى فى ايه ياسين:طب بتعيطى ليه الوقت قام من على الكرسى وجلس على السرير بجانبها ومسح لها الدمعات التى تحررت من عينيها ورفع وجهها له قائلا:انا الى مزعلك صح اشاحت بوجهها الى الجانب الاخر ولم تجيب ياسين:طب قوليلى انا عملت ايه ومعتش هعمله تانى .. قولى بقا ثم ادار وجهها اليه مره اخرى ابتعدت عنه وحاولت النزول من على السرير كى تتهرب منه لاكنها احست بضعف من آثار الوقوع امسك ياسين يدها وقال بحنقه:مش هتروحى فى مكان قبل ما اعرف مالك فرحه بنفاذ صبر:قلتلك مليش ياسين بهدوء:طب وكنتى بتعيطى ليه .. ومشيتى من عندى وانتى بتعيطى ليه وانا ملحقتكيش ووقعتى فرحه:مفيش عادى انا كده بعيط لوحدى اغمض عيناه ويبدو ان هدوئه صار مهددا بالانهيار فى اى لحظه فهو غير معتاد على ذاك النوع من الجدال الطويل .. والسؤال عن حاله شخص لتلك المده وهو آبى ان يجيب ثم قال فجأه:طيب على راحتك مش عاوز ادايقك اكتر من كده وترك يدها وخطى خطوات الى الباب ثم نظر لها مره اخرى ليجدها قد شرعت فى البكاء مره اخرى .. وضع يده على رأسه يرجع شعره للخلف وشعر بحنقه فى صدره ثم وقف قليلا ينظر اليها لا يريد الذهاب .. لا يريد تركها يريد معرفه لماذا تبكى .. حسنا هو من المستحيل ان يتركها بذاك الوضع و ... يذهب لا ليس هو على اي حال من سيفعل ذالك ومع من .. معها مستحيل .. سأعلم الآن مايبكيها ولن اتراجع سأذهب واعرف مابها.. ولاكنها ان لم تجيب ماذا سأفعل،؟! ترك كل ذالك الشرود وتقدم لها فى خطوه خاطفه اقترب منها وقال بصوته الحانى:بردو مش هتقولى مالك!! نظرت له بوجم تسأل نفسها .. هل اخبره .. ام لا سأخبره اجل سأفعل .. ولاكن ماذا ان اعتقد انى .. لم تجد نفسها الا وهى تقول وقد افلتت منها الكلمات هاربه بصوت متقطع من كثره البكاء:انا كويسه يا ياسين روحلها انت عادى مش فارقه معايا اصلا اتسعت عيناها ونظرت للأسفل وقد اظهرت بحماقتها ذالك الذى ارادت اخفائه عنه ماذا سيظن بي الآن حين ي،، قطع شودها قائلا ولا يبدو على وجهه انه فهم شيئا:اروح لمين،؟!! كم انا غبيه .. ماذا سيقول عنى الآن فهو لم يتزوجنى الا لشفقه منه فقط على حالى وحال اخى .. ماذا سيقول عنى الآن ان علم اننى اغار عليه اتسعت عيناها بهلع ان فهمها ستكون تلك هى الكارثه الفجه التى تنهيها حيائا نظر الى صمتها وشعر نوعا ما بأنه قد فهم .. بلى لقد فهم .. لم يكن يوم قارئا للافكار كما هو معها الآن يشعر ان تلك الطفله الصغيره جميع اقوالها شفافه تظهر له بصمتها استمر الصمت وطال حتى قال ياسين بما يشبه المواساه:تعرفى ان الى كانت فى الصوره دى امى صمت قليلا ليلاحظ اندهاشها الذى سيطر عليها ثم اكمل:وهى الله يرحمها ماتت قصدك بأنك مش محتاجانى لدرجه اروحلها .. اموت يعنى اتسعت عيناها وارتعدت اواصلها فقط من ذكر الكلمه امامها .. اى ان تلك السيده قد ماتت وهى والدته وانا بكل سذاجه اطلب منه الذهاب اليها بدأت ببكاء لا تفهمه بكاء صامت تشعر بألم بداخله لا تدرى لماذا حاولت ان تتكلم قائله بكل بلاهه العالم:انا .. مش قصدى ........ ان .. انا مكنتش ... صمتت ووجدته الحل الامثل فى تلك الحاله فقد فقدت القدره على الحديث كطفل فى السادسه اخطأ خطأ فادحا .. لن تنظر اعلم انها لن تنظر الي ولو الى السنه المقبله لقد فهمتها بشكل غير طبيعى وسريع جدا وكأنه شعر بالتوجب عليه فى فهم كل حركه تقوم بها .. لم يجد بدا ان يرفع وجهها بيده ويجلس بجانبها على السرير قائلا لها بإبتسامه تذيب الصخر:عارف انك مش قصدك بس مفيش داعى لكل دا نظرت له وظهرت ابتسامه عذبه افتقدها كثيره فى العده ساعات السابقه وفجأه وهو ينظر لها شرد فى سؤال حيره كثيرا .. هل تغار،؟ ولاكن سرعان مانقى ذالك فى عقله قائلا انه لا يجب ان يوهم نفسه فى بدايه المطاف ربما هى فقط شعرت انها عرقلت مسيره حياتى بزواجى منها بالطبع هاكذا قد اعتقدت .. ابتسم لها وقال:لسا زعلانه،؟ هزت رأسها ان لا قال بنفس الابتسامه:انتى لسا ماكلتيش صح،؟ جاوبته بسرعه بسؤال هى الاخرى:وانت،؟ ياسين باسما:ناكل سوا،؟ اومأت رأسها بعد قليل كان الطعام على السرير بجانبهم يأكلون ما ان تناول ياسين اول لقمه حتى ذهب الى ماضى بعيد حيث السعاده تخيم على ارجاء المكان ونفس المرأه التى كانت بالصوره تبتسم ابتسامه ام حنون تخطف الانفاس وهى تقول بكل رقه:ياسين لو انت مكالتش انا مش هاكل وهزعل منك لياتى الطفل الصغير ذى الاعوام العشر ليجرى على امه وهو يبتسم ويجلس مرغما ليأكل لتأكل هى معه لم يدرى كيف تذكر ذالك فقد مر الكثير من الوقت هو يتذكر ان عقله لايتذكر شئ ابعد من 10 سنوات كيف جائت تلك الذكرى الجميله تداعب مخيلته من جديد فرحه:مش بتاكل ليه!! الاكل مش عاجبك،؟ .. انا الى عملاه على فكره قال مفاجأ لها بسرال غريب ياسين:انتى بتحطى ايه فى الاكل دا،؟ نظرت له بريبه بينما قالت فرحه:ليه هو وحش،؟ ابتسم لها وقد بدت تلك الابتسامه شاحبه جدا استطاعت تميز ذالك ثم قال:لا الاكل دا مختلف مكنتش باكله الا من ايد واحده بس .. ماما تسائلت عن الرابط بين طعامها وطعام والدته فهى لم ترها من قبل وتذكرت انها تعلمت الطهو وحدها وعندما كانت تفشل كانت تحاول حتى تنجح تماما فى طهوها .. قاطع شرودها ياسين قائلا:عشان هى بس الى كانت بتقدر تضيف طعم الحب والدفئ جوا الاكل بتاعها وانتى كمان بتعملى كده .. اقصد ان انتى الوحيده الى بعد ماما الله يرحمها الى دوقتينى اكل زى دا قال ذاك الكلام ونظره مؤلمه غطت عيناه هذا الالم ليس الم عاديا فقد قال لى من قبل انها قبل عشر سنوات اي ان من المفترض ان تكون ذكراها قد خمدت بقلبه قليلا .. لاكن ذاك الالم الذى تراه الان .. لا تستطيع تحمله تشعر وكأن الالم قد انتقل اليها من نظره فقط .. نظره لا اكثر ولا اقل .. شعرت بألمه فيها ثم قالت بعد فتره صمت:مالك،؟ ظهر العبوس على وجهه وقال بوجم:ماما كانت كل حاجه عندى كانت احسن ام .. ام مثاليه ماتت وهى صغيره كان عندها 33 سنه بس وكنت انا عندى 15 سنه يعنى كنت لسا صغير ماما قبل ماتموت قالتلى خلى بالك من اختك قالتهالى انا مش بابا وكأنها كانت عارفه ان بابا هيضعف بعد ما تمود ربنا يرحمها انا مضعفتش مكنش فيه مجال للضعف ومظهرتش احساسى لحد مكنتش عاوز حبيبه تحس بأنها وحيده وخصوصا انها كانت لسا صغيره عندها 12 سنه بس انا الى عوضتها،، ثم توقف صامتا تماما لماذا يخبرها الان ويسرد عليها تلك القصه .. هى لم تدرى لاكن جانب منها شعر بالسعاده لأنه يحاول ان يقاسمها الآمه كانت تود ان تمسك يده فى تلك اللحظه وتقول له انا بجانبك انا معك الآن .. ولاكن لم تسطيع مدت يدها لتضعها على كتفه لاكن سرعان ما سحبتها مره اخرى بدون ملاحظته تنهد بعد قليل ثم ابتسم ابتسامه حاول فيها عدم اظهار الالم ثم قال:انا هقوم وارتاحى انتى .. خرج من الغرفه وهى لاتزال تنظر له وتريد ايقافه ولاكن حلقها توقف عن الخدمه .. لا يريد اخراج الكلمات .. نظرت الى الباب عند خروجه لفتره ثم ارجعت رأسها للخلف فى شجن .. **** ذهب ياسين الى غرفته بعد ان شعر ان سيلا من الذكريات قد انزلق من جديد انه يتذكر والدته وبدأ يتذكر كل تفصيله فيها يشعر بألم فراقها كعاده كل مره يفتح فيها ذاك الموضوع جلس فى ركن هادئ بغرفته يفضله .. ووضع يده على رأسه من كثره الذكريات التى تدفق ك السيول يتذكرها تداعبه وتمازحه .. يتذكرها وهى تجعله يتناول الطعام بطرق ذكيه .. يتذكر حنانها حين كان يمرض وتظل بجانبه طوال الليل تداويه وتقدم له الاهتمام .. يتذكر حضنها الدافئ عند امس الاحتياج .. ولاكنها ذهبت .. ذهبت الان ولم يتبقى سوى ذكراها عند تلك النقطه شعر بألم رهيب سيطر عليه مره اخرى وفجأه وجد احدهم يضع يده على يداه التفت ليجد ............................

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
low-zag © جميع الحقوق محفوظة